الأمين العام للاتحاد الدولي للغة العربية لمعلمي اللغة العربية في إندونيسيا: لا تسمحوا ‏بتعليم اللهجات الدارجة

مناسبة اليوم العالمي للغة العربية إلى وضع سياسة تعليم اللغة العربية

0 867

أوصى الدكتور على عبد الله موسى الأمين العام للاتحاد الدولي للغة العربية معلمي اللغة العربية في إندونيسيا بألا يسمحوا بتعليم اللهجات العربية الدارجة، داعيا بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية إلى وضع سياسة تعليم اللغة العربية على أساس مراعاة كون اللغة العربية لغة الوحي والتفكير والاتصال.  وذلك خلال كلمته التي ألقاها في قمة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية التي نظمها اتحاد مدرسي اللغة العربية بإندونيسيا، أمس الجمعة 18 ديسمبر/كانون الأول، والتي حضرها سفراء الدول العربية في إندونيسيا ومدراء المؤسسات الدولية التي تعني بتعليم اللغة العربية والمئات من معلمي اللغة العربية في إندونيسيا.

وأضاف في بيانه أن اللهجات الدارجة لا مجال لها في تعليم اللغة العربية لأنها تنطق ولا تقرأ ولا تكتب ولا تستخدم إلا في بيئتها المحدودة، وهذه المحلية والمحدودية لا تتناغمان مع رسالة تعليم اللغة العربية للناطقين بها التي تدعو إلى التواصل الدولي والتعارف العالمي. إلى جانب ذلك فإنها لا تساعد متعلمي اللغة العربية الناطقين بلغات أخرى على فهم القرآن الكريم والسنة النبوية الذي يعد من أهم مهامهم في تعلم اللغة العربية.

وأكد الدكتور على عبد الله موسى إن “من أراد أن يتحدث مع الملايين ممن يتحدث باللغة العربية في  22 دولة من دول العالم فعليه بالفصحى،  وأما من أراد أن يتقوقع في لهجة معينة في بلد معين فيصبح محاصرا في تلك القومية البسيطة.”

إن تعليم اللغة العربية الفصحى للناطقين بلغات أخرى سيحملهم على الاتصال الدولى ويؤدي بهم إلى الاحتكاكي العالمي مع من يتحدث بالعربية عبر الجنسيات والثقافات المختلفة  الذي أشار إليه وأحث عليه قوله تعالى (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا). في حين إن تعليمهم اللهجات العامية الدارجة يبعدهم عن هذه القومية الأصيلة ويحاصرهم في القومية الحصرية المنغلقة.

إلا أن الابتعاد عن اللهجات الدارجة واللجوء إلى العربية الفصحى، على حد بيانه، لا يقصد  به تعليم الناطقين بلغات أخرى المستوى العالى من اللغة العربية المتمثل في اللغة الأدبية والتخصص النحوي، وإنما يعني تعليمهم الصورة الفصيحة والسليمة من اللغة العربية ما يمكنهم من استيعاب اللغة العربية التي يعاصرونها، وهي ما أسماها الدكتور على عبد الله موسى بـ “اللغة العربية الوسيطة والسليمة.”

وعليه دعا الجميع إلى وضع السياسة اللغوية الوسطية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها: “يجب ألا نعلم الناس لنحولهم إلى الشعراء والأدباء والمتخصصين في النحو ويكتبون القصة، لأن هذا الذي يهربهم من اللغة العربية. ولا نريد أن يهبطوا إلى مستوى اللغة الدارجة والمحلية. نريدهم فقط أن يفهموا لغة الإعلام على مستوى الإعلام العربي على الأقل، وهي ما يكتب في الصحف والمجلات ويذاع  في التلفيزونات الرسمية وليست القنوات التلفزيونات الطائفية التي تحكي باللهجات المحلية”.

تجد هذه الدعوة إلى السياسة اللغوية الوسطية أهميتها في تعليم اللغة العربية في السياق الإندونيسي نظرا لأن معظم المعلمين الإندونيسيين هم الذين سبق أن درسوا في الدول العربية وعاشوا في بيئة لغوية ساد فيها استخدام اللهجات الدارجة المحلية فتأثروا بها في كثير أم قليل وقد تأثر على آدائهم اللغوية أثناه تعليمهم اللغة العربية. كما أن معظم المعلمين هم الذين تخرجوا في المعاهد التي تتبنى المنهج النحوي في تعليم اللغة العربية وتعلمها فتدققوا فيه واهتموا به اهمتماما كبيرا لدرجة أن يكون ذلك على حساب جوانب أخرى من اللغة العربية وخاصة مهارات الاتصال الشفوي بها.

يرجى أن تتغير في ضوء هذه الدعوة اتجاهات تعليم اللغة العربية في إندونيسيا على جميع مستوياته من خلال تطوير المناهج التعليمية وتصميم المواد التعليمية ووضع الاستراتيجيات التعليمية في المؤسسات التعليمية وعلى أيدي معلميها والمعنيين بشأنها. كما يرجى أن تعزز هذه السياسة اللغوية التعاون والتآزر بين الإندونيسيين وغيرهم من الدول الأجنبية المهتمة بتعليم اللغة العبية من طرف والخبراء والمختصين من الناطقين باللغة العربية من طرف آخر وتوحدهم في مهمة مشتركة وهي رفع مستوى تعليم هذه اللغة النبيلة وتعلمها ونشرها.

 

تعليقات
Loading...