برابوو: النمو الاقتصادي فوق خمسة في المئة لم يمس سوى قلة من الشعب

جاكرتا، إندونيسيا اليوم — سلّط الرئيس برابوو سوبيانتو الضوء على الفجوة الاقتصادية في خطابه الوطني خلال الجلسة السنوية لمجلس الشعب الاستشاري يوم الجمعة، ١٥ أغسطس / آب ٢٠٢٥. وأفاد أن النمو الاقتصادي في إندونيسيا، الذي حافظ على مستوى يفوق ٥ بالمئة في السنوات الأخيرة، لم ينعكس على جميع فئات المجتمع.

قال برابوو في خطابه أمام أعضاء البرلمان: «إن نمو الاقتصاد بمعدل ٥ بالمئة على مدى السنوات السبع الماضية لا يتجسّد في الحياة الواقعية للشعب الإندونيسي؛ المستفيدون قلّة فقط».

يعتقد برابوو أن هذا التفاوت ناتج عن تشوّه في النظام الاقتصادي انحرف عن وصايا دستور ١٩٤٥، ولا سيما المادة ٣٣. وذكّر بالمبادئ الاقتصادية الواردة فيها، مثل مبدأ الأسرة، وسيطرة الدولة على قطاعات الإنتاج الاستراتيجية، وتسخير الموارد الطبيعية لتحقيق أقصى ازدهار للشعب — وهي مبادئ جرى تجاهلها طويلًا.

وقال برابوو: «كأننا نتعامل مع تلك الآيات بوصفها غير ذات صلة بالحياة الحديثة في القرن الحادي والعشرين. في الواقع، أؤمن أنها حصن دفاعنا الاقتصادي».

أعطى مثالًا على المفارقة التي حدثت عندما واجهت إندونيسيا — وهي أكبر منتج لزيت النخيل في العالم — نقصًا ممتدًا في زيت الطهي. ووصف برابوو ذلك بأنه نتيجة لتلاعب من أطراف جشعة.

وأضاف: «غريب جدًا؛ دولة تنتج أكبر كميات من زيت النخيل تواجه صعوبة في الحصول على الزيت. هذا نتيجة لما أسميه الطمع الاقتصادي».

وكشف برابوو أن الحكومة قدّمت أشكالًا متعددة من الدعم، من الأسمدة وأدوات الزراعة والمبيدات والريّ حتى توزيع الأرز، لكن أسعار الغذاء ما زالت بعيدة المنال على بعض المواطنين. وبرأيه، يبرهن ذلك على وجود فجوة وهيمنة من قبل فاعلين اقتصاديين كبار يستغلون قوتهم المالية.

علاوة على ذلك، ذكر برابوو أن الديمقراطية الاقتصادية بمبادئ التعاون والكفاءة العادلة والاستقلالية هي استحقاق دستوري. وعندما لا تُطبّق هذه المبادئ، فمن الطبيعي أن تستمر الفجوة الاقتصادية.

وقال برابوو: «لا يزال هناك كثير من الأطفال الذين يعانون الجوع، ومزارعون وصيادون يجدون صعوبة في تسويق محاصيلهم، ومعلمون لم يُقدَّروا بعد، ومواطنون لا يستطيعون العلاج بسبب الكلفة أو نقص المرافق الصحية».

ومع ذلك، أكد برابوو أنه خلال ٢٩٩ يومًا من فترة حكومته تحققت مجموعة من الإنجازات المهمة. وبرغم الضغوط العالمية، ذكر أن إندونيسيا سجّلت نموًا اقتصاديًا بلغ ٥٫١٢ بالمئة.

كما أبلغ أن تحقيق الاستثمار في النصف الأول من عام ٢٠٢٥ بلغ ٩٤٢ تريليون روبية، بزيادة قدرها ١٣٫٦ بالمئة على أساس سنوي، متجاوزًا هدف الميزانية الوطنية لعام ٢٠٢٥ قبل انتهاء العام. وأوضح أن هذه الاستثمارات أسهمت في استيعاب نحو ١٫٢ مليون عامل في سوق العمل.

إندونيسيا اليوم | تيمبو | أنتارا