تحت شعار “كفاءتنا تُحسب هنا”، نظمت جامعة مالانغ الإسلامية (UNISMA) برنامجها السنوي “إحساس عربي ٢٠٢٤”

بعنوان "تعزيز انتشار اللغة العربية كلغة دولية في العصر الرقمي"

0 526

امتنان سلطان – مالانغ، إندونيسيا اليوم

نجح قسم تعليم اللغة العربية(PBA)، تحت رئاسة الأستاذة ضياء دينا أميناتا، بجامعة مالانغ الإسلامية (UNISMA)في تنظيم برنامج “إحساس عربي٢٠٢٤” في عامها الثالث، بعنوان “تعزيز انتشار اللغة العربية كلغة دولية في العصر الرقمي”، وهو حدث سنوي يهدف إلى تعزيز وتعريف اللغة العربية بين الأجيال الشابة في ظل التحولات التكنولوجية والرقمنة التي تشهدها المجتمعات الحديثة. هذا ما شدّد عليه د. عبد الجليل، عميد كلية الدين الإسلامي (FAI) في كلمته التي ألقاها في حفل الافتتاح، والذي أُقيم يوم الأربعاء 4 – 5 ديسمبر 2024، حيث أكد على دور “إحساس عربي” كأداة استراتيجية لتعريف وتعزيز اللغة العربية والحفاظ عليها في مواجهة التحديات التي تطرأ بسبب التوسع في استخدام التكنولوجيا الرقمية، متمنياً أن يزداد حب جيل الشباب للغة العربية باعتبارها لغة ثقافية ودينية ذات قيم عميقة، ووصفها بأنها “لغة الجنة”.

قد يهمك أيضا: ICON-POSTALL 2024: مؤتمر دولي بجامعة مالانج يناقش مستقبل تعليم اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي

شهد هذا البرنامج مشاركة واسعة من أكثر من 70 مؤسسة تعليمية من مختلف المناطق في إندونيسيا، بما في ذلك المدارس الداخلية الإسلامية، والمعاهد والجامعات.

وقد أثبت برنامج “إحساس عربي 2024” أنه ليس مجرد حدث ثقافي، بل منصة مهمة لتعزيز اللغة العربية في إندونيسيا في الأجيال القادمة، ومنتدى لجيل الشباب لعرض موهبتهم وإبداعهم وحبهم للغة العربية. وذلك من خلال الفعاليات المبتكرة والمسابقات الأدبية التي نظمتها مثل مسابقة قراءة الكُتُب (MQK)، والخطابة، والغناء العربي، والمناظرة. وشارك فيها طلاب على مستوى الجامعات والمدارس، حيث تم تصميم كل مسابقة لاختبار قدرة المشاركين على فهم وممارسة اللغة العربية في مختلف جوانبها، لتشمل مهارة الكتابة والقراءة ومهارة الكلام والاستماع.

أهداف برنامج “إحساس عربي٢٠٢٤”:

  • تعزيز حب اللغة العربية بين جيل الشباب من خلال أنشطة تنافسية تُظهر تفوقهم في مهارات اللغة.
  • تعزيز التفاعل والتعاون بين الطلاب من مختلف المؤسسات التعليمية في إندونيسيا.
  • تنمية روح الصداقة بين المشاركين من خلال الأنشطة التي تجمعهم حول اللغة والثقافة العربية.
  • تشجيع الشباب على ممارسة اللغة العربية بطريقة ممتعة وإبداعية، مما يعزز استخدامها في الحياة اليومية.

قد يهمك أيضا: جامعة مالانج الحكومية تعقد المؤتمر الدولي للغة العربية 2024 تحت عنوان “الإبداع والابتكار في تعليم اللغة العربية بإندونيسيا”

وتخلل حفل الافتتاح عدد من العروض الأدبية الجميلة قام بعرضها طلاب الجامعة، مثل الغناء العربي، والعرض المسرحي لقصة (الصحابي أويس القرني).

ومن أولى فعاليات برنامج “إحساس عربي” لهذا العام، كانت الندوة التي قدمها د. نصر الدين جوهر، أستاذ اللغة العربية في جامعة سونن أمبيل الإسلامية الحكومية، بسورابايا، والحاصل على جائزة محمد بن راشد لأفضل مبادرة لنشر اللغة العربية.

وفي الندوة أشار الأستاذ نصر الدين في ندوته إلى أهمية إتقان اللغة العربية في العصر الرقمي. وأوضح أن اللغة العربية ليست لغة دينية فحسب، بل لها دور استراتيجي في تطور العلوم والتكنولوجيا والسياسة الدولية.

وأكد الأستاذ نصر الدين أن رفع الشعارات العربية في العصر الرقمي يتطلب بذل جهود من الجانبين الاستقبالي والإنتاجي. فمن الجانب الاستقبالي، يشجع جيل الشباب على مشاهدة مقاطع الفيديو وقراءة الأخبار باللغة العربية لتحسين فهمهم وتعودهم على استخدام اللغة. وقدم منصة “إندونيسيا اليوم” الإخبارية كنموذج مثالي لإثراء مهارة القراءة والكتابة باستخدام التكنولوجيا الرقمية. وفي الوقت نفسه، من الجانب الإنتاجي، دعا الأستاذ نصر الدين المشاركين إلى البدء في ممارسة التحدث باللغة العربية بشكل يومي، والتعود على إرسال الرسائل عبر WhatsApp، والمشاركة في نشر المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية. وأكد أيضًا أن الاستخدام الإبداعي للتكنولوجيا الرقمية يمكن أن يكون مفتاح النجاح في انتشار اللغة العربية.

فبرنامج “إحساس عربي” هو بمثابة أداة قوية لحفظ اللغة العربية من التلاشي وسط ضغوط العولمة وتكنولوجيا المعلومات، حيث يعمل الحدث على تعزيز الاستخدام الصحيح للغة العربية في الحياة اليومية.

قد يهمك أيضا: قسم اللغة العربية بجامعة مالانج يناقش فرص وتحديات اللغة العربية في زمن العولمة.

ففي ظل الثورة الرقمية، أصبح من الضروري دمج اللغة العربية في المحتوى الرقمي، سواء من خلال التطبيقات التعليمية، أو منصات التواصل الاجتماعي، أو حتى من خلال المحتوى الترفيهي الرقمي. و”إحساس عربي” يُعد منصة مثالية لجعل اللغة العربية جزءًا من هذه الحركات الرقمية من خلال تنظيم المسابقات التفاعلية والفعاليات الثقافية، مما يُعزز استخدام التكنولوجيا الحديثة في تعليم اللغة العربية بطرق مبتكرة وجذابة، وهو ما يجعلها أكثر جاذبية للأجيال الشابة.

وتعتبر هذه الفعالية مثالًا حيًا على مكانة اللغة العربية في إندونيسيا والالتزام بتعلمها وتعليمها، خاصة في إندونيسيا. هذا ما أوضحته نائبة رئيس جامعة UNISMA ، د. إيرنا سوليتيواتي، في كلمتها. ففي نطاق توجه الجامعة نحو العالمية، تصبح التمكن من اللغة العربية أحد شروطها، كون اللغة العربية ثالث لغة عالمية من حيث عدد المتحدثين بها. والشعب الإندونيسي مجبول على تعدد اللغات ويعرف أكثر من لغة محلية أو أجنبية. لذا حثت الطلاب على استمرار التواصل باللغة العربية وألا تقتصر الممارسة اللغوية في حدود أسوار الجامعة، بل تتجاوزها لتصبح عادة يومية في حياة الطالب. بل وشجعت الطلاب للتفكير خارج الصندوق، ورفع مستوى الممارسة لدرجة العالمية، كأن يعمل الطالب كمرشد سياحي، أو العمل في وزارة السياحة أو قنصليات الدول العربية وغيرها. وأضافت بأن القدرة على تعلم أو اكتساب اللغة هي مهارة فكرية عالية المستوى، تتجاوز المهارة التقنية كممارسة الألعاب الإلكترونية. وأعربت عن أمنيتها بأن يأتي اليوم الذي تصبح فيها اللغة العربية هي لغة البرمجة في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي AI، لتغزو اللغة العربية العالم وتنشر ثقافتها.

وقد أفاد رئيس اللجنة المنظمة أحمد فيصل، بأن “إحساس عربي 2024” هو الخطوة الأولى لإنشاء جيل شاب أكثر معرفة باللغة العربية في العصر الرقمي. ويأمل أن يستمر تنفيذ هذا الحدث كأجندة سنوية ذات نطاق أوسع وأكثر ابتكارًا.

ما أعرب أحمد فيصل عن امتنانه لجميع الجهات التي دعمت تنفيذ مبادرة “إحساس عربي” بدءاً من الحرم الجامعي والمشاركين والرعاة لجميع اللجان التي عملت بجد أثناء الإعداد والتنفيذ للحدث.

تعليقات
Loading...