رقصة سامان من أتشيه: رقصة الألف يد

0 3٬170

جاكرتا، إندونيسيا اليوم – صفان من الرجال وصفان من النساء يقومون بانتظام، تتشابك أيادهم، تتحرك أجسامهم بحركات على ايقاعات ونغمات الشعر الذي يلقيه الراوى”، هذا هو أقصر وصف لمشهد رقصة سامان من سومطرة.

رقصة سامان يقومو بها الراقصون بدون ايقاعات موسيقية، ولكن باستخدام التصفيق أو “الضرب على أجسامهم” وعلى نغمات الأغاني التي يقدمها رئيس الفرقة أو الشيخ.

عادة ما تسمي هذه الرقصة باسم (رقصة الألف يد) لأنهم يركزون في حركاتهم على حركات اليد، التناسق بين حركات اليد جعل هذه الرقصة تنال شهرة واسعة خارج البلاد.

تاريخيا يقال أن هذه الرقصة من إبداع الشيخ سامان وأصله من أتشيه، والمنحدر من غوجارات (الهند) واشتهر بإقليم جايور بأتشيه. الرقصة على ايقاعات أغنية بلغة أتشيه المحلية، ويقوم بها على الأقل عشرة أشخاص وهم 8 راقصين و2 من المرشدين.

عادة، تقدم رقصة سامان في المناسبة الدينية مثل الإحتفال بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحديثا أصبحت الرقصة تقدم على ايقاعات الموسيقي مثل الرفوف ولكن أكثر ما يكون بالتصفيق بين أيدي الراقصين ونغمات الضرب على صدورهم وأفخاذهم.

نظرا لسرعة الحركات وفي مختلف الاتجاهات، لذلك يتطلب للراقصين سرعة البديهة والتركيز الذي يسبقه التدريب الجاد.

يؤدي الراقصون حركاتهم في تناسق عجيب وهم جلوس وفي ديناميكا عجيبة بسبب السرعة والحركات الموجهة إلى مختلف الجهات. في البداية كانت هذه الرقصة يؤديها الراقصون من الشباب فقط، ولكن الأن تشترك البنات أيضا مع الشباب في أدائها.

أصبحت رقصة سامان من وسائل الدعوة، كما تدل على التعليم والتدين، والإلتزام والأدب، بجانب صفات البطولة وتعاون المجموعة.

والشعر المصاحب للرقصة باللغة العربية ولغة أتشيه، حيث يبدأ الشيخ بقراءة المقدمة وعادة تشمل نصائح ومواعظ للراقصين وللمشاهدين.

يرتدي الراقصون والراقصات الملابس التقليدية لأتشيه، وأصبحت هذه الرقصة مجال مسابقة بين المجوموعات، حيث يكون التقديم على حسن الأداء والتعاون بين الراقصين في أتباعهم للحركات المتمشية مع القصيدة التي يقرأها الشيخ.

الملابس التقليدية الخاصة تتكون من ثلاثة أقسام: (1) غطاء الرأس أو الكوفية للشباب المطرزة بخيوط الذهب وللبنات شريط مطرز والشعر معقود بطريقة خاصة. (2) القميص، عادة مايكون باللون الأسود، وفي وسط يلبس إزارا أيضا مذهب. (3) في أيديهم منديل بالأساور الذهب التقليدية. والمعروف أن الألوان تدل معاني وتدل على هوية صاحبها. كما تدل الألوان أيضا على التعاون، والحكمة والشجاعة والتناسق.

برغم ظهور سامان بأتشيه، إلا أنها أنتشرت واشتهرت في أنحاء البلاد لما تتمتع به من تقديم رسالة تعليمية وفنية، كما قدمت الفن الأصيل من أتشيه.

التعاليم الروحية والأدبية الدينية التي تقدمها الرقصة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، حيث تبدأ منذ سماع إلقاء الشعر (الأغنية) بطريقة مؤثرة في الوجدان.

والأن، رقصة سامان كثيرا ما تقدم في دول أوروبا مثل ألمانيا وهولندا، واستراليا، كما أصبحت شهيرة بسنغافور وماليزيا وغيرها من دول آسيا مما جعل هذه الرقصة نوع من الفنون التي تبعث الفخر بالنسبة للشعب الإندونيسي.

تعليقات
Loading...