إندونيسيا تثمن الاعتراف الفرنسي الرسمي بدولة فلسطين

جاكرتا، إندونيسيا اليوم – رحبت الحكومة الإندونيسية بقرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القاضي بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، ووصفت وزارة الخارجية هذه الخطوة الإيجابية بأنها تمثل تقدماً نحو تحقيق دولة فلسطينية كاملة السيادة والاستقلال ضمن حدود عام ١٩٦٧.

ونشرت الوزارة عبر منصتها الرسمية على «إكس» تصريحاً جاء فيه: “ترحب إندونيسيا بقرار الرئيس إيمانويل ماكرون للاعتراف بدولة فلسطين”. ودعت الوزارة جميع الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى أن تحذو حذو فرنسا في هذه الخطوة الداعمة للعدالة والسلام.

وأكدت الخارجية الإندونيسية على أن هذا القرار يمثل تحركاً بنّاء للمضي قدماً نحو الحفاظ على مستقبل فلسطين ذات السيادة الكاملة والاستقلال، مع تحديد القدس الشرقية عاصمة لها، وذلك انسجاماً مع حل الدولتين الذي ترعاه القرارات الدولية.

ويعد قرار فرنسا اعترافاً دبلوماسياً بارزاً، إذ أصبحت باريس أول بلد في مجموعة السبع يقدم رسمياً على الاعتراف بفلسطين. وجاء الإعلان عن الخطوة الفرنسية من قِبل الرئيس ماكرون يوم الخميس الماضي، ما جعل فرنسا تنضم إلى أكثر من ١٤٠ دولة حول العالم، منها الصين وروسيا، اعترفت بالفعل بالدولة الفلسطينية.

من جانبهم، يرى محللون أن الاعتراف الفرنسي، وإن لم يؤدِ إلى تغييرات سريعة على أرض الواقع في غزة أو الضفة الغربية، إلا أنه قد يسهم في إعادة رسم الخطاب الدولي حول القضية الفلسطينية الإسرائيلية. وقد أشار الرئيس ماكرون إلى أن هذه الخطوة تجسد دعماً للخيار الدبلوماسي في وقت تتعاظم فيه النزاعات عبر الحلول العسكرية.

وقال ماكرون في رسالة رسمية بعث بها إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس: “هذا الحل هو الطريق الوحيد الذي يمكن أن يلبي الطموحات المشروعة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين. لابد من تحقيق ذلك في أقرب وقت ممكن”.

وقد أثارت الخطوة الفرنسية ردود فعل متباينة داخل فرنسا نفسها، البلد الذي يحتضن أكبر جالية مسلمة وأكبر جالية يهودية في أوروبا. فبينما رحب الكثيرون بموقف الرئيس ماكرون واعتبروه التزاماً بالقيم الإنسانية، أعرب آخرون عن مخاوفهم إزاء تداعيات القرار داخلياً وخارجياً. وفي المقابل، أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخطوة واعتبرها “مكافأة للإرهاب”، محذراً من إمكانية أن تؤدي إلى خلق “وكيل إيراني جديد” في المنطقة.

ورغم الانتقادات الصادرة من بعض الأطراف، فإن اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية يُعزز الزخم الدولي المتزايد نحو تحقيق حل الدولتين ويمارس ضغوطاً إضافية على بقية القوى الغربية. وأصبحت فرنسا العضو الدائم الوحيد من الكتلة الغربية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يعترف رسمياً بدولة فلسطين، لتنضم بذلك إلى الصين وروسيا في حين تزداد عزلة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في هذا الملف.

بدورها، أكدت إندونيسيا على استمرار دعمها الدائم لاستقلال فلسطين، وجددت التزامها الراسخ بتحقيق السلام الشامل على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. وشددت جاكرتا على موقفها المبدئي في مساندة الحقوق الفلسطينية والدعوة إلى اعتراف عالمي أوسع بفلسطين.

ومن المتوقع أن يقوم الرئيس ماكرون بتوثيق اعتراف فرنسا خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر المقبل، وسط تساؤلات بشأن ما إذا كانت بقية دول مجموعة السبع أو الدول الأوروبية الأخرى ستتبع هذه الخطوة التاريخية. (إندونيسيا اليوم/جاكرتا غلوب)