مصر وإندونيسيا.. 70 عاما من التقارب الثقافي

0 671

القاهرة، إندونيسيا اليوم – عقد مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية في القاهرة، ندوة بعنوان ” مصر وإندونيسيا رؤية نحو المستقبل،” صباح أمس الأربعاء بالتزامن مع مرور الذكرى السبعون لبدء العلاقات المصرية الإندونيسية التي بدأت منذ العام 1947.

وقال سعد سليم رئيس مجلس إدارة دار التحرير للنشر إن القاهرة وجاكرتا بينهم علاقات قديمة قد تمتد لعشرات السنين وهما عضوان بمجموعة الثماني الإسلامية، وتجمع دول عدم الانحياز، ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية، وهو ما يسهل من آليات التنسيق في العديد من القضايا المشتركة بين البلدين.

وتابع أن إندونيسيا هي أول دولة زارها الزعيم جمال عبد الناصر، بعد رئاسته لمصر لحضور مؤتمر باندونج، حاملا مطالب الفلسطينيين في بناء دولتهم، ومدافعا عن الشعوب المحتلة في أفريقيا وآسيا.

وأوضح أن الطلاب الإندونيسيين لهم مكانة كبيرة بمصر حيث يشكلون كتلة كبيرة من الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر، كما أن الأزهر يقدم لهم منحا دراسية بكلياته ومعاهده المختلفة.

وزاد أنه مؤخرا دشن الطلاب الإندونيسيين رابطة خريجي الأزهر، بعدما وصل عددهم 5 آلاف طالب يأتون للأزهر سنويا.

وتحدث في الندوة ذاتها البرلماني طارق رضوان، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، مشيرا إلى أن العلاقات الشعبية بدأت بين إندونيسيا ومصر منذ آلاف السنين عن طريق التجارة بين البلدين، ولا تقتصر فقط على نشأة الدبلوماسية الرسمية التي يقدر عمرها بـ 70 سنة.

وقال خلال كلمته بالندوة التي عقدت بجريدة الجمهورية، إن العلاقات الشعبية تظل هي المحرك الأساسي للعلاقات الدبلوماسية بين الشعوب مؤكدا أن البرلمان المصري حريص على التقارب مع نظيره الإندونيسي.

ولفت إلى أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي في 2015 لإندونيسيا حققت آثار طيبة وأعادت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لمسارها الطبيعي، بعدما شهدت تراجعا نتيجة لما مرت به مصر من أحداث خلال السنوات القليلة الماضية.

ومن جهته قال الدكتور يوسف عامر عميد كلية اللغات والترجمة، في كلمته التي |ألقاها نيابة عن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، إن إندونيسيا من أكثر الدول التي اكتشفت كنوز الإسلام الصحيح وقيمi التشريعية والخلقية، ونجح شعبها في استخراج ما يكتنزه هذا الدين من قيم العدل والمساواة.

وأضاف أن الإندونيسيين نجحوا في المزاج بين الإيمان والعلم والعمل، وأثبتوا أن الإسلام هو دين الدنيا والآخرة ودين الإنسانية.

وتابع أن خمسينات القرن التاسع عشر شهدت استقرارا أول جالية إندونيسية في مصر جاءت لتدرس في الأزهر وسكنوا في رواق الجاوى، وكانت مطابع القاهرة تطبع مؤلفات علماء الدين الاندونيسيين.

وأكد أن الأزهر حريص على التواصل الثقافي بين البلدين لذا أبرز اتفاق مع المركز الثقافي الإندونيسي لتدريس اللغة الاندونسية بالمجان لكل من له علاقة بالأزهر، كما أن مركز الأزهر للترجمة حرص على أن يضم قسم خاص للترجمة الإندونيسية، وتنوي كلية اللغات إنشاء قسم خاص لدراسة اللغة الإندونيسية في العام المقبل.

وطالب طارق المهدي، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، بضرورة خروج توصيات ومقترحات قابلة للتنفيذ من الندوة وألا تقتصر على الأحاديث الكلامية البعيدة عن الواقع .

وأكد المهدي في كلمته بالندوة، أن الإعلام هو أحد المحاور الهامة ﻹدارة العلاقات بين الدول في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن الثقافة هي المشروع الأساسي الذي تبني عليه مصر علاقاتها الخارجية.

وشدد على ضرورة رعاية البرلمان المصري والسفارة الاندونيسية بالقاهرة لمقترحات التعاون التي ستخرج عن الندوة.

يشار إلى أن الاستثمارات الإندونيسية في مصر تصل لحوالي 15 مشروع برأس مال يبلغ حوالي 51.7 مليون دولار حتى يوليو الماضي، وتحتل إندونيسيا المركز 47 بين الدول التي تقصد مصر للاستثمار بداخلها.

ووفق مركز الإحصار في إندونيسيا يبلغ نصيب التجارة مع مصر حوالي 1.4 مليار دولار.

وحضر الندوة عدد من الإعلاميين المصريين والإندونيسيين، وممثلين عن الجانب الإندونيسي أبرزهم السفير حلمي فوزي، سفير إندونيسيا بالقاهرة، والدكتورة سرى أديننجسية، رئيسة المجلس الاستشاري لرئيس جمهورية إندونيسيا. (عبد الغني دياب/مصر العرببية

تعليقات
Loading...