مكة المكرمة، إندونيسيا اليوم – يشهد جبل النور الواقع شمال شرق المسجد الحرام كثافة عالية من الحجاج الذين يزورونه في هذه الفترة، لما يجسده المكان من حقبة زمنية متفردة ترسم الفترة التي عاشها النبي محمد وصحابته في هذه الأرض المباركة.
نور النبوّة
سُمي الجبل بهذا الاسم لبدء نزول الوحي فيه، ويبلغ ارتفاعه 642 متراً، وينحدر انحداراً شديداً من 380 متراً حتى يصل إلى مستوى 500 متر، ثم يستمر في الانحدار على شكل زاوية قائمة حتى قمة الجبل، وتبلغ مساحته خمس كيلومترات و250 متراً مربعاً، وتشبه قمته سنام الجمل.
ويشرف جبل النور على أباطح مكة ويبعد عن المسجد الحرام 5 أكيال، ويتميز بتشكيله الصخري الذي لا تخطئه أعين القاصدين خصوصاً المتجهين الى مدينة الطائف. ويذكر التاريخ أن جبل النور هو أحد الجبال الخمسة التي بنى بها أبو الأنبياء ابراهيم الخليل عليه السلام الكعبة المشرفة.
غار حراء
ويكتسب جبل النور أهمية بالغة لوجود غار حراء، وهو واحد من أهم الأماكن في تاريخ الإسلام وسيرة نبيه، حيث كان النبي محمد يخلو فيه بنفسه ليتعبد إلى الله قبل البعثة بعيداً عن أهل مكة. وهو أيضاً المكان الذي نزل الوحي فيه لأول مرة على النبي، وفيه نزلت أول آية من القرآن (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).
والغار عبارة عن فجوة في أعلى جبل النور، مدخله نحو الشمال بطول أربع أذرعـ وعرضه ذراع وثلاثة أرباع، والداخل لغار حراء يكون متجهاً نحو الكعبة، ويتصف بضيق المكان الذي لا يتسع إلا 4 أو 5 أشخاص فقط، ويُمكن لمن يقف على رأس “جبل النور” أن يُشاهد مدينة مكة المكرمة وأبنيتها.