جاكرتا، إندونيسيا اليوم – عقد معالي مدير الأمن العام الفريق عثمان بن ناصر المحرج، ومعالي نائب مدير الأمن العام الإندونيسي سفر الدين، مؤتمراً صحفياً مشتركاً، بحضور سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في إندونيسيا الأستاذ أسامة بن محمد الشعيبي، خلال مأدبة العشاء التي أقامها السفير الشعيبي في منزله احتفاءا بمعالي الفريق عثمان المحرج والوفد المرافق له، وعدد من القيادات الأمنية الأندونيسية.
وأكد معالي الفريق المحرج أن هذه الزيارته جاءت لتنفيذ الاتفاقيات الأمنية التي وقعت خلال الزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- لجمهورية إندونيسيا والتي تشرفت بأن وقعتها نيابة عن سمو سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف – حفظه الله- والذي حرص على أن نتواجد في جاكرتا لنترجم هذه الاتفاقيات على أرض الواقع من خلال بنودها التي تخدم مصلحة البلدين.
وبين المحرج أن تفعيل هذه الاتفاقيات الأمنية تصب في مصلحة الأمن في البلدين “المملكة العربية السعودية والجمهورية الإندونيسية”، وقال: إن توجيهات سمو ولي العهد بفتح آفاق التعاون مع الأشقاء في الجمهورية بكل ما يخدم مصلحة الجانبين في المجال الأمني، لا سيما وأن أبناء الجاليات الإندونيسية في المملكة يحظون برعاية واهتمام من قبل الحكومة السعودية التي تعتبر أقل الجاليات مشاكل وأكثرها انضباطاً خصوصاً في موسم الحج والعمرة وتعاونهم الدائم مع الأجهزة الأمنية.
إقرأ أيضا: سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إندونيسيا يستقبل مدير الأمن العام
وشدد معالي الفريق أن هذه الاتفاقيات التي وقعت ليست حبرا على ورق أنما فعلت على أرض الواقع وهذا ما يحرص عليه القيادة الرشيدة – حفظها الله- بتنفيذ جميع الاتفاقيات لكي يستفيد منها الشعبين ( السعودي والإندونيسي)، وقال: المملكة العربية السعودية تتعاون دائماً مع جميع دول العالم في مختلف الجوانب الأمنية، مشيراً إلى أن أغلب دول العالم تضررت من الإرهاب ومن بينها السعودية التي ولله الحمد انتصرت على المنظمات الإرهابية وباعتراف دولي، مستدلاً بحصول الأمير محمد بن نايف على ميدالية “جورج تينت”، التي قدمتها “وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية” للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب، نظير إسهامات سموه في تحقيق الأمن والسلم الدوليين.
وأضاف: إن هذه الاتفاقيات الأمنية تشمل العديد من البنود ومنها عقد دورات تدريبيه لمنسوبي القطاعات الأمنية سواء في الرياض أو جاكرتا في مختلف الجوانب الأمنية وفي مقدمتها القضاء على (الإرهاب) وتنظيم داعش.
بينما أشار نائب مدير الأمن العام الإندونيسي سفر الدين أنهم في إندونيسيا يعتزون بهذه الشراكة الأمنية مع المملكة العربية السعودية صاحبة الخبرة الكبيرة في هذا المجال والتي حققت نجاحات كبيرة سواء في القضاء الإرهاب، أو تنظيمها الأمني المنيز لمواسم الحج والعمرة، وقال: مثلما نجحت المملكة في القضاء على الإرهاب فنحن ولله الحمد في إندونيسيا نحقق نجاحات كبيرة في هذا الملف واستطعنا أن نقضي على هذه الظاهرة السلبية التي بدأت تشكل خطراً على العالم.
وبين أن هذه الاتفاقيات الأمنية بين الجانبين سيتم تفعيلها ميدانياً وسيقطف الجميع ثمارها قريباً، متمنياً أن تشمل بنود الاتفاقيات تفعيل “تبادل الموظفين العسكريين” بين المملكة والجمهورية الإندونيسية على غرار ما يتم حالياً بين إندونيسيا وماليزيا في تبادل الموظفين لكي تعم الفائدة على الجميع من خلال تبادل الأفكار والرؤى، مشدداً في الوقت نفسه على متن العلاقات بين الجانبين تاريخيه وستبقى.
وأشار إلى أنهم يثمنون زيارة معالي مدير الأمن العام السعودي الفريق عثمان المحرج وحرص المملكة على تفعيل هذه الاتفاقيات بشكل سريع، والتي تأتي في إطار تعزيز التعاون وتنفيذ بنودها المدرجة في مذكرة التفاهم التي وقعت أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين للجمهورية، وقال: قام معالي الفريق المحرج والوفد المرافق له بزيارة لرئيس الشرطة الإندونيسية الفريق أول توتو، ثم زار مقر مكافحة الإرهاب، وكذلك المباحث الجنائية، وأيضا زيارته لأكاديمية الشرطة في إطار بناء القدرات بين البلدين.
ونوه نائب رئيس الشرطة الإندونيسية أن المملكة العربية السعودية سباقة في القضاء على الإرهاب من جذوره ومواجهتها الكبيرة في تنظيم داعش وسنعمل على الاستفادة من هذه الخبرات السعودية، مبيناً أن حوالي 2000 مواطن إندونيسي انظموا لفكر تنظيم داعش سواء في العراق أو سوريا وقام الأمن الإندونيسي باسترجاع أغلبهم من خلال التعاون مع المملكة ضد هذا التنظيم.
وأعلن أن الفريق الأول الإندونيسي توتو سيقوم بزيارة للملكة العربية السعودية قريباً ولم تحدد في إطار الزيارات المتبادلة بين البلدين.
من جانبه أكد سعادة السفير السعودي في الجمهورية الإندونيسية أسامة بن محمد الشعيبي أن المملكة تحرص على تفعيل الاتفاقيات التي وقعت في زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- للجمهورية مؤخراً في مختلف الجوانب، وقال: الأسبوع الماضي تم تفعيل العديد من الجوانب التعليمية في افتتاح العديد من معاهد العلوم الإسلامية والعربية التابعة لجامعة الإمام في ثلاث مدن إندونيسية وتدشين أكثر من 30 فعالية متنوعة في ثمان ولايات إندونيسية، وهذا الأسبوع تم تفعيل الجوانب الأمنية وهذا الحراك يدل على رغبة المملكة في التعاون السريع مع الإندونيسيين وتوطيد العلاقات التاريخية بين البلدين التي عرفت بالمتانة منذ عقود من الزمن.
يذكر أن معالي الفريق عثمان المحرج والوفد المرافق له اجتمع مع معالي الفريق أول تيتو كارنفيان القائد العام للشرطة الإندونيسية وعدد من القادة الأمنيين والمختصين من الجانب الإندونيسي وجرى خلال الاجتماع بحث عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك الخاصة بالجوانب الأمنية، تلى ذلك عقد سلسلة من الاجتماعات بالمسؤولين الأمنيين حيث التقى معاليه بقائد الفرقة 88 لمكافحة الإرهاب، وكذلك رئيس دائرة التحقيقات والجرائم الجنائية، وأيضا قائد القوات الخاصة بالشرطة الإندونيسية تخلل هذه اللقاءات بحث المواضيع ذات الاهتمام المشترك وتبادل خلالها الهدايا التذكارية.
وكان الفريق عثمان المحرج قد وصل في وقت سابق إلى جاكرتا على رأس وفد من الأمن العام بزيارة رسميةً للجمهورية الإندونيسية لمدة خمسة أيام بناءً على توجيه من سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز- حفظه الله- تلبية لدعوه معالي قائد عام الشرطة الإندونيسية.
المصدر: المركز الإعلامي بسفارة خادم الحرمين الشريفين في جاكرتا