عالم مغربي : المغرب وإندونيسيا جناحان تطير بهما الأمة الإسلامية

913

جاكرتا، إندونيسيا اليوم – قال الدكتور عزيز الكبيطي الإدريسي الحسني أن المغرب وإندونيسيا تتقاسمان القيم والقواسم المشتركة كإسلام وسطي ومعتدل وحب أهل البيت والأصحاب والعلماء واتباع نهج أهل السنة والجماعة، بل وبينهما تاريخ وعلاقة عميقة منذ أيام الرحال المغربي الشهير ابن بطوطة الطنجي حين نزل في أرض أتشيه بسومطرة وجزيرة جاوا الإندونيسية فى القرن الـ14.

وقال الدكتور الكبيطي الذي يرأس مركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية والجمالية بمدينة فاس في مناسبة اللقاء الأخوي والعلمي والروحاني مع أعضاء جمعية خريجي الجامعات المغربية في إندونيسيا، الأحد 28/7، في مقر الجمعية في جنوب جاكرتا، أن المغاربة والإندونيسيين أيضا تربطهم العلاقات الفكرية والعلمية والروحية منذ قرون مستدلا باشتهار قصيدة البردة وصلوات النارية أو المعروف أيضا بصلوات الكاملة وكتاب الأجرومية في قواعد اللغة العربية وكتاب الأذكار اليومية “دلائل الخيرات” وكلها من مؤلفات علماء المغرب التي لا يزال يستخدمونها الإندونيسيون ويتوارثون في قراءته ومداومته إلى يومنا هذا.

أكد أن هذه القيم والقواسم المشتركة وكذلك التاريخ المشترك هي أهم رأس مال للنهوض بعلاقات البلدين في كافة المستويات والنهوض بالإسلام في عالم تواجه تحديات عظيمة معتبرا المغرب المتواجد في أقصى غرب العالم الإسلامي وإندونيسيا في أقصى شرقه مثل جناحين تطير بهما الأمة الإسلامية.

أوضح الدكتور الكبيطي، الذي يشغل أيضا منصب عضو مكتب شؤون التصوف في الاتحاد الصوفي العالمي برئاسة العالم الصوفي الجليل مولانا الحبيب محمد لطفي بن يحي الإندونيسي، أن نهوض الأمة لا بد أن تنطلق من تزكية النفس ثم مداومة ذكر الله ثم الصلاة أي حفظ علاقة العباد مع رب العالمين مستدلا بذلك قول الله عز وجل في سورة الأعلى (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى).

كما أوصى جميع خريج الجامعات المغربية في إندونيسيا فى المناسبة للأخذ بدور فاعل لإرشاد الأمة إلى تعاليم ومفاهيم الإسلامية الصحيحة ونشر قيم الاسلام السمحة وأن يقدموا مبدأ الرحمة عند التعامل مع الناس كافة سواء المسلمين وغير المسلمين.

صرح الأمين العام للجمعية، حسن الأمل، أن الجمعية تسعى دائما إلى تعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات، السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والفكرية والروحانية وغيرها، وقال “استقبالنا للعالم المغربي الصوفي الشيخ الدكتور عزيز الكبيطي الحسني الإدريسي اليوم ما هو إلا تجسيد لهذه المساعي الجليلة.

وقال “نتطلع دائما إلى استقبال زيارة كبار العلماء المغاربة، ونحاول قدر المستطاع تنظيم الاستقبال عند زيارتهم إندونيسيا،لأننا نعتبر زيارتهم دائما مثل زيارة الآباء لأبنائهم. كما نتشوق إلى التنوير الفكري والروحي الدائم من أساتذتنا الأجلاء من المملكة المغربية الشقيقة.”

وبدوره، قدم الرئيس العام للجمعية الدكتور محمد إلياس شكره وامتنانه على تشريف الشيخ الفاضل الدكتور الكبيطي مقر الجمعية بزيارته المباركة معبرا رغبة الجمعية في بناء التعاون المثمر مع مركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية والجمالية بمدينة فاس في المستقبل.  كما قدم فى المناسبة شكره وتقديره على الدعم المتواصل الذي حظي به الجمعية من سفارة المملكة المغربية في جاكرتا المتمثل في شخص سفير صاحب الجلالة السيد/ وديع بن عبدالله وأعضاء السلك الدبلوماسي بالسفارة.

حضر فى المناسبة مممثل السفارة المملكة المغربية في جاكرتا السيد المستشار مصطفى النخلوي وأعضاء المجلس الاستشاري والإداري للجمعية ومحبي الدكتور الكبيطي في إندونيسيا.

وتخلل المناسبة الأمداح النبوية قدمتها فرقة طالبات معهد النوراني لتحفيظ القرآن الكريم في جاكرتا، كما تفضل الدكتور الكبيطي في نهاية المناسبة بإهداء إجازة عامة لكتاب “الحكم العطائية” بسنده المتصل منه إلى المؤلف ابن عطاء الله السكندري، لأحباب جمعية خريج الجامعات المغربية لزيادة البركة ومسك الختام لهذا اللقاء المبارك.

تعليقات
Loading...