الحلقة الثالثة من مذكرات: إندونيسيا بعيون أراكانية… يرويها: صلاح عبدالشكور

0 828

مذكرات ويوميات يروي فيها كاتبها مشاهداته في إندونيسيا حول مشاركة الوفد الروهنجي في مؤتمر الإعلام وزيارة اللاجئين الروهنجيين
الإعلام الروهنجي ووكالة ANA في إندونيسيا
يرويها: صلاح عبدالشكور

قبل السفر إلى إندونيسيا بفترة مناسبة عقدنا في المركز الروهنجي العالمي GRC عدداً من الاجتماعات المركزة، وكان الحديث فيها منصباً على سبل وآلية تفعيل الإعلام الروهنجي في نقل أحداث المؤتمر من هنالك لحظة بلحظة، وكنا نبحث أيضاً سبل طرح معاناة الروهنجيين على المختصين من الأكاديمين المشاركين، والوسائل الإعلامية التي ستشارك في المؤتمر، وتحريكهم بما يحقق أهداف المركز الإعلامي الروهنجي الذي يسعى إلى تحريك الرأي العام، واستنهاض الوسائل الإعلامية كافة، للقيام بدورها وأداء واجبها حيال هذا الشعب المضطهد، وقبل أن أستطرد في بعض التفاصيل أنوه أنه قبل مشاركتنا في مؤتمر إندونيسيا بأسبوعين شارك المركز الروهنجي العالمي GRC في مؤتمرين عالميين في فنلندا ولندن وشارك بمعرضين شاملين حويا القضية بكل جوانبها الإنسانية والسياسية والإغاثية، الشاهد أن وكالة أنباء أراكان ANA كان لها قصب السبق والانفراد في نقل فعاليات هذين المؤتمرين ولله الحمد، ولعل من كان متابعاً لهذين الحدثين يعرف الجهد الإعلامي فيهما.

أعود إلى مؤتمر إندونيسيا فقد وضعنا خطة عامة لتغطية المؤتمر وكافة الزيارات والفعاليات عبر الأخبار المقروءة مع الصورة في وكالة أنباء أراكان ANA وعبر التغطيات المرئية عبر قناة ANA على اليوتيوب، وقمت على الفور بالتواصل مع رئيس اللجنة التقنية أ. شاه حسين لكي يعدّ لنا الأجهزة والكاميرات، ويعلمنا كيف نستخدمها حيث يتكون الوفد الإعلامي من العبد الفقير والدكتور القدير وكلانا يجهل فن التصوير بالفديو، ثم إني كنت أفكر بيني وبين نفسي: يا ترى من سيمسك بالكاميرا فيما لو أردت أن أسجل تقريراً أو رسالة متلفزة، وكنت أتساءل هل يناسب أن يمسك رئيس المؤتمر العام باتحاد الروهنجيا ARU  بالكاميرا ويقوم بتصويري وأنا أتحدث إلى الكاميرا، دفعت كل هذه الأسئلة وطرحتها جانباً وأظهرت الشجاعة وتوكلنا على الله، وأقولها من باب التحدث بنعمة الله أنني أملك ثقة كبيرة في نفسي وأجدني لا أهاب من أي أمر يتعلق بالإعلام والظهور أمام الكاميرا أو التحدت إلى الجمهور بأي عدد كان أو في أي مناسبة كانت، وطرح رأيي في أي أمر أريده، وتلك نعمة أحمد ربي عليها، ولعلي أفشي لكم سراً أنني على هذه الحال منذ المرحلة المتوسطة، ولا أنسى ذلك الموقف الصباحي المفاجئ وأنا طالب في الصف الأول المتوسط حين أتيت مدرستي “عامر بن فهيرة المتوسطة” وتأخر أحد زملائي الطلاب ممن كان عليه الدور في الإذاعة الصباحية، وفجأة يقول لي الأستاذ: عبيد: قم يا صلاح واقرأ هذه المقطوعة!! فانتفضت حواسي،  وركبني همٌ كالجبال، وبدأت أقرأ بكل جرأة وأتظاهر اللامبالاة، وما كدت أنتهي من المقطوعة إلا وأسمع معلمي يشجعني بكلمات الثناء والدعاء

  .
عذراً على هذا الاستطراد، كانت الخطة الإعلامية تعتمد على إرسال الأخبار مرفقة مع الصور يومياً إلى المطبخ الإخباري بالوكالة وتجرى داخل هذا المطبخ عمليات التحرير والصياغة والتدقيق والفرز وغير ذلك مما يتطلبه العمل الصحافي، ويقف داخل هذا المطبخ الصحافي كوكبة من فرسان المركز الإعلامي الروهنجي واللجنة التقنية يعملون على مدار الساعة فهذا يحرر وينقّح، وذاك يعالج ويرفع على الموقع، والثالث يصمم وينتج، والآخر ينشر ويروج ويراسل المواقع والشبكات، وهناك من يخطط ويرتب وبتابع وهكذا عمل دؤوب وحركة دائبة في جوٍ أخوي رائع، جهد إعلامي تاريخي في خدمة القضية الروهنجية، ما كنت لأمدحه من فراغ، ولا أزعم أنه وصل إلى الكمال؛ ولكن أستطيع القول أنه بدأ وانطلق وخطا خطوات كبيرة  ولعل من أقل الواجب عليّ وأنا أكتب هذه المذكرات أن أخط بمداد الحب أسماء كوكبة من فرسان هذا المركز الإعلامي: عمران الأركاني، أحمد بن ولي، إبراهيم حافظ، عبدالله عبدالقادر ، أحمد أبو الخير، محمد حسين ذكير، سليم نور ، أبو نواف محمد أمين ، صابر أفضل ، شاه حسين، مرتضى خليل ، عثمان تاج العثماني، وارث ، إلياس ،إسماعيل المتمني، إبراهيم محمد صديق، عبدالله عبدالحكيم ، جواد البحر، محمد نور، جاويد حاتم، عثمان نور ، مسعود شاكر ، والمصمم المبدع عثمان سيد، وغيرهم ، ولا أنسى الفريق الإعلامي المساند، وفرق المناطق وجميع من ساهم في النشر سواء ممن ذكرتهم هنا أو لم أذكرهم هنا وليعذرني من نسيت اسمه، فكلهم أبطال إعلاميون قرروا أن لا تمر هذه النكبات على المسلمين دون أن يعرف العالم، ودون أن يتحركوا لنصرتهم، وهنا أحببت الإشارة فقط من باب نسبة الشيء إلى صاحبه، والاعتراف بفضل أهل الفضل. الشاهد أن هنالك منظومة عمل إعلامية تشرف عليها طاقات إعلامية شابة، حريصة على إظهار القضية الروهنجية، حاضرة في كل المناسبات، تملك الجرأة، مدربة على فنون الإعلام، ربما يحتاجون الكثير لكي يصلوا إلى غاياتهم، ولكن عزيمتهم توحي بأنهم سيصلون إلى مرادهم، الآن أو مستقبلاً ولا مستحيل في عصر المعلومة والانفتاح والتواصل الشبكي .

أرجع إلى الوراء قليلاً، وأتذكر موقفاً عسيراً مررنا به في تغطية المؤتمر وإجراء بعض الحوارات مع الضيوف المشاركين، فرغم كل الاحتياطات الإجرائية التي قمنا بها لتشغيل كاميرا الفديو، إلا أنني ورفيقي الدكتور طاهر لم نفلح في تشغيله كما ينبغي، وكانت قاعة المؤتمر تضم مئات الإعلاميين والمتخصصين ورأيت من الغبن والخسارة أن ينتهي المؤتمر دون أن أُجري بعض الحوارات حول مأساة الروهنجيا، فالفرصة مواتية ولكن الكاميرا وقفت حجر عثرة في طريقي، فلمحت في ذهني فكرة سريعة، خطوت مباشرة إلى الواقفين خلف كاميرات القنوات واتجهت نحو أحد المصورين وطلبت منه بانجليزيتي المكسرة أن يصور بعض اللقاءات لصالح وكالة ANA وكان المصور اندونيسي الجنسية ويعمل لقناة أمة TV الاندونيسية فوافق مباشرة دون تردد فأجريت بحمد الله ستة لقاءات في يومين نشرتها قناة ANA  على اليوتيوب وكان ضيوف اللقاءات كل من: الدكتور قدرة الله من دولة قرقيزيا أستاذ الفلسفة والشريعة وأحد الناشطين الإعلاميين، والأستاذ: محمد علي حراث مدير عام قناة إسلام TV، والدكتور طاهر الأركاني رئيس المؤتمر العام باتحاد الروهنجيا أراكان ARU، والأستاذ أبرار شريف الباحث الإعلامي برابطة العالم الإسلامي، والأستاذ فؤاد شاكر رئيس تحرير صحيفة الوسط الاسترالية، والدكتور حسين منصور مدير قناة قرطبة البريطانية. كما أجرت قناة اقرأ الفضائية لقاءاً كاملاً عن القضية الروهنجيه كان ضيفه الدكتور طاهر الأركاني حيث أسهب في الحديث عن كافة أبعاد القضية وكشف الستار عن كثير مما يخطط له البوذيون .

أخيراً: في اليوم الأخير من المؤتمر كانت وكالة أنباء أراكان ANA على موعد مع أكبر شراكة إعلامية خلال هذا المؤتمر حيث تشرفت بقبول طلب الشراكة الذي تقدمت به وكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا) وتم عقد شراكة إعلامية للتبادل الإخباري بحضور معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وكان لي شرف التوقيع على هذه وثيقة الاتفاقية، ونُشر خبر عقد الشراكة في عدد من الصحف السعودية كجريدة الرياض والمدينة وغيرها، وللعلم فإن وكالة (إينا) وكالة أنباء توزع أخبار وتقارير يومية باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية للتعريف بقضايا العالم الإسلامي وأوضاع الأقليات المسلمة ونشاطاتها. تأسست وكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا) بموجب قرار صادر عن مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي الثالث لمنظمة التعاون الإسلامي الذي عقد بمدينة جدة في محرم 1392هـ ـ فبراير / مارس 1972م) تنفيذاً لقرار مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي الثاني بكراتشي الباكستانية

تمتمة: الإعلام سلاح قضيتنا الأول .. ودعم القضية إعلامياً هو تسليح مشروع، نحن في أمس الحاجة إليه فلنواصل النضال.

تعليقات
Loading...