أوباما إندونيسيا ينقش اسمه كأول رئيس من الطبقة الكادحة

0 800

إندونيسيا اليوم- العرب- حقق حاكم جاكرتا السابق أو كما يطلق عليه مؤيدوه “جوكوي” حلمه بالصعود إلى “نادي الكبار” باعتلائه أعلى هرم للسلطة في بلد يتصدر سكان العالم لعدد المسلمين فيه، ليدخل بمنصبه ذلك التاريخ كأول رئيس منتخب في البلاد من خارج النخبة السياسية والعسكرية التي حكمته لعقود.

تم تنصيب جوكو ويدودو الإصلاحي المتواضع والبعيد عن النخبة السياسية في احتفال رسمي بالبرلمان، الاثنين الماضي، كرئيس لإندونيسيا لينقش بذلك اسمه كأول رئيس لا ينتمي إلى شقي الصراع الأزلي في البلاد.

وقال جوكوي بعد أدائه اليمين الدستورية “علينا أن ندرك أن إندونيسيا أمة عظيمة ويجب أن تحكم بشكل جيد ويجب أن تتجه نحو ازدهار الشعب”.

وكان جوكوي كما يحلو للأندونيسيين تدليله قد فاز في الانتخابات الرئاسية بأكبر بلد إسلامي بأكثر من 53 بالمئة من الأصوات مقابل 46 بالمئة لخصمه الجنرال السابق برابويو سوبيانتو.

ويرجع بعض المتابعين للشأن الإندونيسي فوز النجار جوكوي البالغ من العمر 53 عاما إلى شعبيته الجارفة نظرا إلى تواضعه وحيويته وقربه من الناس وبعده عن الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد وعدم تلطخ يديه بالفساد.

وعرف جوكوي الذي انتخب في يوليو الماضي عن الحزب الديمقراطي الإندونيسي للنضالي بعد حملة شرسة تنافس فيها مع الجنرال السابق برابويو سوبيانتو، صعودا مدويا في السياسة بفضل شعبية اكتسبها أولا بصفته رئيسا لبلدية مسقط رأسه ثم حاكما لجاكرتا في 2012.

وينظر إلى فوز أوباما إندونيسيا على نطاق واسع على أنه انعكاس لدعم الناخب الشعبي للزعماء الجدد أو كما يسمونهم “الأنقياء” أكثر من تفضيلهم للأسلوب الكلاسيكي القديم في السياسة في إندونسيا، على الرغم من أن عمره يتخطى الخمسين.

وقد أثار إعلان فوز جوكوي ارتياحا كبيرا لدى الشباب وفي الأوساط المدنية والريفية، فهو صاحب وجه لطيف يشبهه البعض بباراك أوباما ولأنه من أصل متواضع لا ينتمي إلى النخبة السياسية العسكرية الحاكمة سليلة دكتاتورها السابق سوهارتو الذي انتهى حكمه العام 1998.

لا يخفي جوكوي أمرين أولهما شغفه اللامتناهي بموسيقى الروك الصاخبة وثانيهما أصوله الريفية التي يفتخر بها

ومن بين الأسباب التي جعلته محبوبا، حسب مراقبين، هو الاستماع إلى شكاوى الناس ويحقق في ما إذا كان موظفوا الحكومة يقومون بواجباتهم، كما أنه لا يتوانى عن اصطحاب الصحفيين معه في حله وترحاله.

وينظر الكثيرون إليه بكثير من الاحترام، فلم يسبق له التورط في قضايا فساد عكس العديد من رجال السياسة في البلاد والذين تلاحقهم تهم وقضايا فساد.

والرئيس الجديد المتحدر من الريف حاصل على جائزة “بينتانج جاسا أوتاما” التي منحه إيّاها الرئيس الإندونيسي السابق سوسيلو بامبانج يودهويونو العام 2011، كما تحصل على المركز الثالث في جائزة عمدة 2012 لتحويل منطقة إجرامية إلى منطقة تجذب السياح، ما جعله يصنف على أنه أحد المفكرين العالميين لعام 2013.

ولا يخفي جوكوي ولعه بالموسيقى الصاخبة، حيث نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله قبل حضوره حفلا لإحدى الفرق الموسيقية عندما كان حاكما للعاصمة جاكرتا في مايو العام الماضي “أستمع إلى الأغاني الصاخبة من ميتاليكا إلى نابالم ديث إلى ليد زيبلين لأن الروك شغفي”.

كما أنه لا يتوانى عن الافتخار بأصوله الريفية، حيث قال في إحدى المرات “والداي وأجدادي جاؤوا من قرية بويولالي (على بعد 30 كم من مدينة سولو)، لذلك فأنا فلاح، كما أن والدي مولود في قرية كركانيار (على بعد 30 كم من مدينة سولو)”.

ثم قال مستنكرا “ما يقال أن اسم والده الأصلي هو “أوي أوي” وهو اسم ينحدر من سنغافورة، فكيف يمكن لأهالي بويولالي أن يأتوا من سنغافورة؟”.

وسيواجه الرئيس الجديد مصاعب جمة في تطبيق الإجراءات الحاسمة التي وعد بها، أي تحسين الرعاية الطبية والتربية وخفض البيروقراطية وإنعاش الاقتصاد، وذلك نظرا إلى ضيق هامش المناورة في مجال الميزانية في برلمان ليست لديه فيه الأغلبية.

يشار إلى أن جوكوي أدى القسم الدستوري في حفل بمقر مجلس الشورى في جاكرتا بحضور الرئيس المنتهية ولايته سوسيلو بامبانج يودويونو ومسؤولين دوليين مثل رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت ورئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق ووزير الخارجية الأميركي جون كيري.

تعليقات
Loading...