indonesiaalyoum.com
إندونيسيا اليوم

ذكرى الإسراء والمعراج في إندونيسيا: تجسيد للتاريخ والإيمان

0 130

مالانغ، إندونيسيا اليوم – تُعدُّ ذكرى الإسراء والمعراج (٢٧ رجب) من المناسبات الدينية الهامة في إندونيسيا، حيث يحتفل المسلمون بذكرى رحلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى القدس (الإسراء) ثم صعوده إلى السماوات (المعراج) بطريقة روحانية تعزز القيم التاريخية والإيمانية لهذه الحادثة.

وتتنوع أوجه الاحتفالات في المدارس بشكل مميز يعكس التزام المجتمع بالقيم الدينية وتعاليم الإسلام. حيث تبدأ بإقامة محاضرات دينية ودروس تعليمية تركز على شرح معاني هذه الرحلة المباركة، وتوضيح العبر المستفادة منها، مثل التوكل على الله، والصبر، والتفاني في العبادة. كما تُنظم فعاليات دينية، مثل المسابقات والعروض المسرحية أو القصائد الشعرية التي تروي أحداث الإسراء والمعراج، مما يساهم في تعزيز الفهم والتفاعل مع القيم الإسلامية.

ولكن منذ أحداث السابع من أكتوبر وحرب الإبـ.ـ!دة التي شهدتها غـ.ـزة، تزايدت جهود التوعية الدينية وربط القيم التاريخية بحادثة الإسراء والمعراج. فلم تعد مقتصرة على المحاضرات الدينية والمسابقات فقط، بل تعدّت أهدافها التربوية لربط التاريخ بالواقع. وشملت الفعاليات الدينية كافة الفئات العمرية من الطلاب، بدءاً من رياض الأطفال. وتتبنى بعض المدارس في إندونيسيا القضية الفلـ.سط.ينية كقضية إسلامية وإنسانية وجزء من الدستور الوطني. وتتخذ من ذكرى الإسراء والمعراج فرصة لتوعية الأجيال الشابة عن أهمية هذه المعجزة، وتأكيد أهمية القدس وقدسية المسجد الأقصى في التاريخ الإسلامي.

إقرأ أيضاً: وزير الخارجية: إندونيسيا لن تتخلى أبدًا عن نضال فلسطين

فلم يعد هناك طفل في إندونيسيا إلا ويعرف معنى كلمة “فلـ.سـ.طين”، كما أن ألوان العلم الفلـ.سط.يني أصبح شعاراً يُفتخر به في حقائبهم وأزيائهم بل جزءاً أساسياً من الأنشطة المدرسية، سواء كان ضمن التمارين التعليمية أو مادة للفنون والتلوين.

وأصبحت الكوفية الفلسـ.طينية رمزاً للفخر والمقاومة، يتزين بها الأطفال قبل الكبار، حيث يتخيل الأطفال أنفسهم أبطالاً يضاهون أبطال القوى الخارقة مثل “سبايدرمان” و”باتمان”، بل يتفوقون عليهم في القوة والبطولة، متجسدين دور المدافعين عن الحرية.

وتبدأ بعض المدارس في فعاليات الإسراء والمعراج بالتعريف بالأبعاد الحضارية والإنسانية لهذه الرحلة المباركة، وما تعنيه أرض فلسـ.طين مهبط الوحي وموطن الأنبياء في التاريخ الإسلامي. وتسرد للأطفال قصة رحلة الإسراء – التي سمّيت بها إحدى سور القرآن (سورة الإسراء) – من مكة إلى القدس، ومن هناك كان معراج الرسول إلى سدرة المنتهى وصلاته بالأنبياء، وكيف فرضت الصلوات الخمسة على المسلمين، وتتم سرد هذه القصص من خلال أفلام الكرتون الممتعة والمبسطة أو عروض مسرح الدمى. كما يتم ربط القصص بسورة التين التي تذكر الزيتون، الذي يعتبر غصنه أيقونة الصمود والارتباط بالوطن لدى الفلسـ.طينيين. وتقدم للأطفال فرصة تجربة ثمرة الزيتون والتعرف على فوائدها وبركتها المذكورة في القرآن.

إقرأ أيضاً: نائب وزير الخارجية الإندونيسي يطالب مجلس الأمن باتخاذ خطوات عملية من أجل سلام فلسطين.

وبالتالي فإن هذه الفعاليات والأنشطة ماهي إلا أساسيات لزرع القيم الدينية وتعزيز الهوية الإسلامية في الأجيال الناشئة. إلى جانب ربط واقعهم بالتاريخ الإسلامي وتوعيتهم لمعنى الأخوة والتضامن، ولتعميق فهمهم للمسؤوليات الدينية والأخلاقية التي يجب أن يتحلوا بها في حياتهم اليومية، مما يساهم في بناء مجتمع واعٍ يتفهم تاريخ دينه وتعاليمه.

وباعتبار القدس – العاصمة الدينية الثالثة في الإسلام، والمسجد الأقصى – قبلة المسلمين الأولى، فالأولى اعتبار قضية فلـ.سـ.طين، قضية المسلمين الأولى في هذا العصر. فكما ذكر الشيخ يوسف القرضاوي في إحدى مقالاته وخطبه: “..فالمسجد الحرام ابتدأ الإسراء منه، والمسجد الأقصى انتهى الإسراء إليه، فمن فرّط في المسجد الأقصى أوشك أن يفرّط بالمسجد الحرام، ولو فرّط في منتهى الإسراء يمكن أن يفرّط في مبتدأ الإسراء”، رحمه الله رحمة واسعة.

امتنان سلطان | إندونيسيا اليوم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.