رئيس مجلس الشورى السعودي يرحب بفكرة رئيس المجلس الاستشاري الشعبي الإندونيسي لتشكيل اتحاد مجالس الشورى العالمي

551

جاكرتا، إندونيسيا اليوم – قام رئيس المجلس الاستشاري الشعبي الإندونيسي بامبانغ سوساتيو مع الوفد البرلماني المرافق له بزيارة عمل إلى المملكة العربية السعودية، من ضمن أجندتها اللقاء مع رئيس مجلس الشورى السعودي الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وصاحب السمو الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، ومعالي الرئيس العام للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وأيضا زيارة سفارة جمهورية إندونيسيا واللقاء مع المقيمين الإندونيسيين في الرياض.

وكان السادة نواب رئيس المجلس الاستشاري الشعبي الإندونيسي من ضمن أعضاء الوفد: السيد محمد هدايت نور وحيد، والسيد أحمد مزني، والسيد جزيل الفوائد، والسيد أرسول ساني، والسيد فاضل محمد، مع رفقة سعادة سفير جمهورية إندةنيسيا لدى المملكة العربية السعودية السيد أغوس مفتوح أبو جبريل.

وكان في لقائه مع رئيس مجلس الشورى السعودي في عاصمة السعودية الرياض (الأحد، 22/12)، وصف رئيس المجلس الاستشاري الشعبي الإندونيسي بأن عمل الزيارة بين البلدين، وخاصة الزيارة بين البرلمان، نوع من الدبلوماسية ذات الإيجابية لتعزيز العلاقة الدبلوماسية بين القيادات في الدولتين جمهورية إندونيسيا والمملكة العربية السعودية، من أجل تحقيق التعاون في المجالات المتفقة عليها.

وقد تم التوقيع على عدد من مذكرة التفاهم والتعاون بين الطرفين السعودية وإندونيسيا في إطار زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى إندونيسيا عام 2017، وعلى ذلك فقد عبر رئيس المجلس الاستشاري الشعبي الإندونيسي عن دعمه لتحقيق جميع تلك المذكرات، كما عبر أيضا: “نقترح على السيد رئيس مجلس الشورى السعودي لتشكيل اتحاد مجالس الشورى العالمي وخاصة بين أعضاء منظمة التعاون الإسلامي، ونأمل أن يقوم المجلس الاستشاري الشعبي الإندونيسي مجلس الشورى السعودي في تأسيس هذا الاتحاد،” حسبما قاله بامبانغ سوساتيو.

وقد عبر رئيس المجلس الاستشاري الشعبي الإندونيسي تقديره لعزيمة المملكة العربية السعودية في تعزيز مفهوم وسطية الإسلام و في رفض أي أشكال التطرف والإرهاب، وقال إن البرلمان هو من أنسب الأماكن لتطبيق وسطية الإسلام، بعيدا عن التطرف والإرهاب.

كما قدم رئيس المجلس الاستشاري الشعبي الإندونيسي احتياجات المواطنين الإندونيسيين المترشحين للحج وقد يمتد زمن انظارهم للحج إلى أربعين عاما في بعض المناطق الإندونيسية، وعبر عن تقديره للحكومة السعودية التي أعطت زيادة حصة الحجاج الإندونيسيين عام 2018، ولكن نظرا لزمن الانتظار الذي قد يمتد لسنوات ومع اكتمال أعمال توسعة المطاف والمسعى في الحرم المكي، فإن رئيس المجلس الاستشاري الشعبي الإندونيسي يأمل دعم رئيس مجلس الشورى السعودي كي يقدم هذه الرسالة في زيادة حصة الحجاج الإندونيسيين، إلى أن تصل نسبة واحد في المائة من مجموع عدد سكان إندونيسيا والذي قد بلغ عددهم 263 مليون نسمة.

من جانب آخر فقد عبر رئيس مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية عن موافقته وترحيبه لفكرة الدبلوماسية البرلمانية لما فيها من تعزيز علاقة التعاون بين البلدين وتعزيز مفهوم وسطية الإسلام، كما رحب باقتراح تشكيل اتحاد مجالس الشورى وطلب بكتابة الاقتراح بشكل رسمي حتى تتم مناقشتها ومتابعتها رسميا عند مجلس الشورى السعودي.

وذكر الشيخ عبد الله آل الشيخ “نحن سعداء بالدعوة والزيارة من المجلس الاستشاري الشعبي الإندونيسي، وقد رحب بنا رئيس مجلس نواب الشعب الإندونيسي ورئيس جمهورية إندونيسيا جوكو ويدودو في الزيارة السابقة لصاحب السمو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسنضع جدولا لزيارة إندونيسيا مرة أخرى بعد أن تلقينا دعوة رسمية، حبذا لو تكون قبل الصيف، من أجل مناقشة اقتراح تشكيل اتحاد مجالس الشورى ومتابعة المحادثات في الرياض”

كما أكد رئيس مجلس الشورى السعودي عزيمته بتقديم اقتراح زيادة حصة الحج مباشرة إلى وزير الحج والعمرة بالمملكة، بل إلى صاحب السمو الملك سلمان بن عبد العزيز.

وأوضح نائب رئيس المجلس الاستشاري الشعبي الإندونيسي المرافق له، السيد الدكتور محمد هدايت نور وحيد بوجود التعاون بين البرلمان الإندونيسي والبرلمان السعودي، لكونهما عضو في اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي وفي الاتحاد البرلماني الدولي. “هناك خصوصيات لهيئة مجلس الشورى، إما من جانب مصطلحها ومن جانب تاريخ السياسة الإسلامية، وإما من جانب مكانتها الإستراتيجية، كما وضح ذلك جليا عند مجلس الشورى السعودي و المجلس الاستشاري الشعبي الإندونيسي، مع كل اعتراف وتقدير للاختلافات الموجودة عند كل هئية مجلس الشورى، الأمر الذي يدل على الحيوية بين الهيئات” حسب تعبير هدايت.

المجلس الاستشاري الشعبي الإندونيسي هو مجلس يضم مجلسين تشريعيين، هما مجلس نواب الشعب الإندونيسي ومجلس نواب الأقاليم الإندونيسية، بخلاف البرلمان السعودي ذي مجلس واحد هو مجلس الشورى السعودي. وتم انتخاب 711 أعضاء المجلس الاستشاري الشعبي الإندونيسي عن طريق انتخابات مباشرة من قبل الشعب الإندونيسي في كل خمس سنوات، وهي عبارة عن انتخاب أعضاء مجلس نواب الشعب الإندونيسي ومجلس نواب الأقاليم الإندونيسية. “أما أعضاء مجلس الشورى السعودي عددهم 150 شخص يتكون من كبار الشخصيات والخبراء، معظمهم حاصل على شهادة الدكتورة، ثلاثون أعضاء من النساء، وتم تعيين جميعهم من قبل جلالة الملك،” حسب بيان هدايت. وحسب الدستور الأساسي لجمهورية إندونيسيا عام 1945، منح المجلس الاستشاري الشعبي الإندونيسي بصلاحية إقرار وتعديل الدستور، وتنصيب رئيس الجمهورية ونائبه، وإقالة رئيس الجمهورية أو نائبه حسب قواعد الدستور، وأيضا توعية المجتمع بأربعة الأركان الوطنية التابعة للمجلس الاستشاري الشعبي. أما مجلس الشورى السعودي لها صلاحيات حسب الأمر الملكي، وهي تأدية النصيحة للملك وللوزراء، ثم تقييم وتفسير قوانين الحكومة، وتعديل القوانين، والعقود الدولية.

كما يرى هدايت فرصة إستراتيجية في التعاون بين إندونيسيا والسعودية في نشر مفهوم الإسلام الحضاري والوسطي. “هذا سيعيد السمعة الطيبة للدول الإسلامية على المستوى العالمي الذي باتت تشوه كأنها مهددة بالتطرف والإرهاب، فالأغلبية في إندونيسيا مسلمون على المنهج السني كما هو حال السعودية، وفكرة مسلمي إندونيسيا تشتهر بوسطيتها في إطار مفهوم بانتشاسيلا (الأركان الخمسة)” حسب ما ذكره هدايت، وهو خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. فالتعاون الأفضل بين مجلس الشورى السعودي والمجلس الاستشاري الشعبي الإندونيسي ستؤيد في إبراز وإظهار مفهوم وسطية الإسلام.

تعليقات
Loading...