القضاء يحسم أخيرا في نتائج الانتخابات الرئاسية بإندونيسيا لصالح جوكو

0 757

جاكرتا-الشرق الأوسط/إندونيسيا اليوم

فرقت الشرطة الإندونيسية بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، أمس، مظاهرة لأنصار جنرال سابق هزم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وطعن في نتائج الاقتراع أمام القضاء الذي أيد نتيجتها أمس، حيث أقرت أعلى محكمة في إندونيسيا نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أجريت الشهر الماضي، مما يمهد الطريق أمام تولي جوكو ويدودو رئاسة ثالث أكبر ديمقراطية في العالم.
ورفضت المحكمة الدستورية محاولة أخيرة من المرشح الرئاسي برابويو سوبيانتو لتغيير النتيجة، التي يرى أنها شهدت تزويرا واسعا. ولا يمكن استئناف الحكم فيها. وقال رئيس المحكمة الدستورية حمدان زويلفا: «المحكمة ترفض كل الطلبات من المتقدم برابويو بكل قضاتها التسعة».

وكانت اللجنة الانتخابية قد أعلنت الشهر الماضي فوز ويدودو بنحو 5.‏8 مليون صوت، أي أكثر من 53 في المائة من الأصوات، في أكثر الانتخابات الرئاسية تنافسا في تاريخ إندونيسيا. وسيتولى ويدودو المنصب يوم 20 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
ومباشرة، بعد بدء جلسة المحكمة الدستورية للنظر في طلب الطعن الذي تقدم به سوبيانتو، استخدمت الشرطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع ضد مئات المؤيدين لبرابويو، وجرى تفريق آخرين بالقوة بالهراوات. وانتشر آلاف من الشرطيين والعسكريين في العاصمة ومحيطها تحسبا لأعمال عنف، بعد واحدة من أكثر عمليات الاقتراع إثارة للجدل في تاريخ إندونيسيا.

وقال فضلي زون، المتحدث باسم الحملة الانتخابية لبرابويو «تقدمنا بطعن أمام القضاء وقدمنا أدلة تثبت عمليات تزوير في 52 ألف مركز اقتراع».

ورفض برابويو، الجنرال السابق، الاعتراف بهزيمته بعد إعلان اللجنة الانتخابية رسميا فوز حاكم جاكرتا جوكو ويدودو، بحصوله على 53.15 في المائة من الأصوات مقابل 46.85 في المائة في اقتراع التاسع من يوليو (تموز) الماضي. وقد أعلن كل من جوكوي وبرابويو مساء اليوم نفسه فوزه في الانتخابات، مما تسبب في حالة غموض استمرت حتى إعلان النتائج الرسمية في 22 يوليو. وبعد ذلك، أعلن برابويو قبل صدور النتائج الرسمية أنه سيرفضها، وانسحب من عملية الاقتراع قبل أن يتراجع في اليوم التالي، مؤكدا أنه سيطعن أمام هيئة عليا احتجاجا على عمليات تزوير واسعة. وقال برابويو، في شريط فيديو بث على حسابه على «فيسبوك»: «اخترت النضال على الصعيد الدستوري»، مؤكدا «أنه من الصعب جدا أن أتنازل في هذا الوضع المهين والجائر».

ولا يمكن نقض قرار المحكمة أمام أي قضاء. وفي حال رفضت حججه، لا ينوي باربويو الاستسلام، بل سيواصل على الأرجح معركته السياسية التي بدأها هذا الأسبوع.

وشهدت الانتخابات الإندونيسية أكبر قدر من المنافسة منذ الانتقال الديمقراطي في هذا البلد، بعد سقوط سوهارتو عام 1998، وقد تخللتها أعمال عنف أوقعت عشرات القتلى. ويعد انتخاب جوكو مؤشرا على قيام جيل جديد من السياسيين داخل أكبر دولة إسلامية في العالم، إذ يبلغ عدد سكانها نحو 250 مليون نسمة.

تعليقات
Loading...