لازادا “Lazada” تسعى للنجاح في سوق التجارة الإلكترونية في إندونيسيا

0 1٬516

جاكرتا- إندونيسيا اليوم- تحتل إندونيسيا المرتبة الرابعة بين دول العالم من ناحية السكان، بتعداد يبلغ نحو 250 مليون نسمة، ومع ذلك لاتزال هذه السوق الكبيرة تخطو أولى خطواتها في مجال التجارة الإلكترونية، في ظل عقبات مختلفة كافتقار ثلثي السكان تقريباً إلى الاتصال بالإنترنت، إضافة إلى الفقر، وسوء نظام الشحن الداخلي.

وفي ظل هذا الوضع، تأسست شركة «لازادا إندونيسيا» Lazada Indonesia للتجارة الإلكترونية في عام 2012 في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، محاولة الاستفادة من ميزة البداية المُبكرة في سوقٍ ناشئة لمنافسة لاعبين عالميين مثل «أمازون» و«علي بابا» و«إي باي»، حسبما تناول تقرير نشرته صحيفة «ذا وول ستريت جورنال» الأميركية.

وعلى الرغم من عدم إفصاح «لازادا» عن عائداتها وأرباحها وحجم العمليات المتداولة على موقعها، تُشير الإحصاءات إلى تمتعها بوضعٍ جيد أمام منافسيها.

وبحسب بيانات شركة «سيملر ويب» للأبحاث، فإن موقع «لازادا إندونيسيا» يحظى بعدد من الزوار يفوق أي موقع لشركة تستهدف المستهلكين في إندونيسيا.

وتُشير بيانات شركة «يو بي إس» للخدمات المالية إلى جذب موقع «لازادا» لنحو 6.6 ملايين زائر شهرياً، مقارنة مع 3.9 ملايين زائر للمتجر «علي إكسبريس» التابع لشركة «علي بابا» الصينية، و2.2 مليون زائر لموقع «إي باي».

وتسعى «لازادا إندونيسيا» للاستفادة مما يراه كثيرون فرصاً سانحة لنمو التسوق على الإنترنت في ثالثة أكبر الدول الآسيوية سكاناً بعد الصين والهند.

وخلال العام الماضي مثلت التجارة الإلكترونية في إندونيسيا 0.1% فقط، أي مائة مليون دولار، من تجارة التجزئة التي بلغ حجمها 100.2 مليار دولار، بحسب بيانات شركة «يو بي إس» في تقريرها لشهر يونيو الفائت.

وفي المقابل، يبدو المشهد مختلفاً تماماً في الصين والهند، ووفقاً لشركة «غارتنر» للأبحاث، استحوذت التجارة الإلكترونية في الصين على نسبة 8% من مبيعات التجزئة التي بلغت قيمتها 300 مليار دولار، بينما مثلت في الهند 2.7% من تجارة التجزئة التي اقترب حجمها من 18 مليار دولار.

ويتوقع محللون تحسن التجارة الإلكترونية في إندونيسيا؛ بفضل تنامي الطبقة الوسطى والانتشار المتزايد للهواتف الذكية ذات الكلفة المنخفضة، ما يُمكن أن يرفع من حصتها إلى 8% من مبيعات التجزئة في غضون سنوات قليلة، وإذا ما تحقق ذلك فسيرتفع نصيب قطاع التسوق عبر الإنترنت في إندونيسيا إلى ثمانية مليارات دولار، ما يجعله الأكبر في منطقة جنوب شرقي آسيا.

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة «لازادا غروب»، ماكسيميليان بتنر: «من المؤكد أن تشهد إندونيسيا طفرة كبيرة في التجارة الإلكترونية»، لافتاً إلى تضاعف المبيعات في كل ستة أشهر تقريباً، وتوصيل الشركة ما يزيد على 10 آلاف طلب يومياً في الوقت الراهن.

ومع ذلك، لا يمكن إغفال البيانات الحالية التي تُشير إلى حياة 11% من سكان إندونيسيا تحت خط الفقر الذي يحدده البنك الدولي بدخل 1.25 دولار يومياً، إلى جانب اقتراب ربع سكان البلاد، الذين يتجاوز عددهم 240 مليون نسمة، من هذا المعدل.

وإضافة إلى ذلك، لا يتمكن كثيرون من الاتصال بالإنترنت، ناهيك عن عدم امتلاكهم الدخل اللازم للتسوق الإلكتروني، لكن ذلك لا ينفي تزايد ثروات الأسر؛ وبحسب مجموعة «بوسطن» للاستشارات، ينتمي 74 مليون إندونيسي إلى أسر تُنفق أكثر من 200 دولار شهرياً، ومن المرجح ارتفاع هذا العدد إلى 140 مليون شخص بحلول عام 2020.

وتُدير «لازادا غروب»، الشركة الأم، مواقع إنترنت للتسوق في عددٍ من دول جنوب شرقي آسيا مثل ماليزيا والفلبين وتايلاند وسنغافورة وفيتنام، وجمعت استثمارات بقيمة 430 مليون دولار من شركة «روكيت إنترنت إيه جي» الألمانية لتطوير مشروعات التجارة الإلكترونية، و«جي بيه مورغان»، و«تيسكو» لتجارة التجزئة في بريطانيا، وشركة «إنفستمنت إيه بي كينفك» السويدية للاستثمار.

ويُشير الرئيس التنفيذي لشركة «لازادا إندونيسيا»، السويدي الجنسية ماجنوس أكبوم، البالغ من العمر 28 عاماً، إلى تأثره البالغ بثقافة التصميم على النجاح والعمل الجاد من شركة «روكيت إنترنت».

وبينما بدأت «لازادا إندونيسيا» قبل عامين بخمسة موظفين، تُوظف حالياً 700 شخص، كما تستعد قريباً للتوسع من مخزن بمساحة نحو 15 ألف متر مربع، إلى آخر بمساحة تتجاوز الضعف، بحسب مديرين تنفيذيين في الشركة.

وفي بلدٍ يتمكن 31% من سكانه، أي 75.9 مليون نسمة تقريباً، من الاتصال بالإنترنت، تعين على «لازادا» مواجهة مختلف التحديات بالاستفادة من الإمكانات المتاحة، وبما يُلائم طبيعة السوق، ولذلك اهتمت بتطبيقات الأجهزة المحمولة؛ نظراً لأن الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية تُمثل الوسيلة الوحيدة لاتصال كثير من الأشخاص بالإنترنت، بما يفوق دور الحواسيب الشخصية. وبالنظر إلى عدم امتلاك كثير من الأشخاص لحسابات مصرفية، فضلاً عن عدم شعبية البطاقات الائتمانية التي يمتلكها 6% فقط من الإندونيسيين، طورت «لازادا إندونيسيا» نظاماً لدفع المال عند الاستلام.

وفي بعض الأحيان واجهت الشركة مشكلة نقص السلع، ما دفع موظفيها إلى التجول في المراكز التجارية وشراء البضائع لبيعها عبر الموقع، كما أطلقت «لازادا» سلسلة من الإعلانات التلفزيونية وعبر الإنترنت للترويج للتسويق الإلكتروني، وتعريف المستهلكين بعلامتها التجارية.

وعلى غرار يوم الحادي عشر من نوفمبر «11/11» الذي تُتيح فيه شركة «علي بابا» خصومات كبيرة على السلع، تُنظم «لازادا» مع شركة «زالورا» Zalora للتجارة الإلكترونية للأزياء، التابعة للمجموعة ذاتها، يوماً للتخفيضات في الثاني عشر من ديسمبر «12/12».

وكانت «علي بابا» سجلت في 11 نوفمبر الجاري مبيعات بقيمة 3.9 مليارات دولار، بمشاركة أكثر من 27 ألف بائع، وأشارت «لازادا» إلى مشاركة 60 بائعاً في يوم التخفيضات العام الماضي، من دون أن تكشف عن حجم المبيعات.

المصدر

تعليقات
Loading...