عن نتائج الانتخابات المحلية في إندونيسيا

Mencermati Hasil Pemilihan Kepala Daerah di Indonesia

0 1٬581

بقلم : أحمد عبده طرابيك 

بعد ثمانية عشر عاماً من بدء عملية التحول الديمقراطي ” الهادئ ” الذي بدأته إندونيسيا بعد الإطاحة بنظام سوهارتو ، استطاعت إندونيسيا أن تصل إلي نهاية “ المرحلة الانتقالية ” لهذا التحول السياسي والديمقراطي كما كان مخطط لها ، محققة بذلك الأهداف التي رسمتها القيادة الجديدة للبلاد باقتدار ، حيث كانت الجولة الثالثة من الانتخابات المحلية والتي جرت يوم 27 يونيو 2018 في عدد من المناطق ، بلغت 172 محافظة ومنطقة محلية .

كانت إندونيسيا قد شهدت أولي الانتخابات المحلية في ديسمبر 2015 ، وشملت تلك الجولة 269 محافظة ومنطقة محلية ، وثم نجحت في إجراء المرحلة الثانية في 15 فبراير 2017 ، وشملت 101 محافظة ومنطقة محلية ، ومن ثم وصلت إلي المرحلة الثالثة والأخيرة في يونيو الماضي ، وبذلك تكون قد اكتملت مرحلة التحول الديمقراطي بإجراء الانتخابات في كافة أنحاء إندونيسيا ، لتكون جميع محافظات ومناطق البلاد علي موعد موحد لإجراء أول انتخابات إقليمية ومحلية شاملة عام ٢٠٢٤ ، أي أن تلك الانتخابات هي الانتخابات التمهيدية أو الابتدائية للممارسة السياسية والديمقراطية الشاملة في البلاد ، والتي أثبتت قدرة المواطن الإندونيسي علي ممارسة الديمقراطية في أعلي درجاتها بحسب المواصفات والمعايير العالمية .

1عن نتائج الانتخابات المحلية في إندونيسيا

اتسمت عملية التحول الديمقراطي في إندونيسيا بالهدوء ، بعكس ما تتسم به الثورات من التحول الثوري السريع والقوي والعنيف ، وذلك ما يعبر عنه الإندونيسيين دائما بأنه ” إصلاح ” ، ويرفضون استخدام مصطلح ” ثورة ” ، وهذا ما يفسر عملية التحول البطئ الذي سارت عليه إندونيسيا في عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي ، فإذا كانت الثورات بطبيعتها تقوم علي هدم كل أركان النظام القديم ، وإقامة بناء جديد علي أسس جديدة ، فإن عملية التحول في إندونيسيا ترفض هدم كل أركان النظام القديم ، بل تعتمد سياسة التغيير فقط لما هو قائم ولا يتماشي مع عملية الإصلاح والتحديث ، والإبقاء علي ما يمكن إصلاحه وتطويعه للمرحلة الجديدة في البلاد .

اعتمدت الانتخابات المحلية الإندونيسية علي المشاركة الشعبية الواسعة ، ومن ثم فإنها جاءت من قاعدة الهرم الديمقراطي ، وليس من رأس الهرم ، فإذا كانت الديمقراطيات العريقة تعتمد علي أفكار ونظريات السياسيين والمفكرين ، وتبدأ من المستويات السياسية العليا ، حيث تبدأ من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ، حتي تصل إلي الانتخابات المحلية والبلدية ، إلا أن الديمقراطية الإندونيسية جاءت بعكس تلك النظرية ، وقد يكون لتلك السمة ما يفسرها في الحالة الإندونيسية ، حيث أن سنوات الاستبداد الطويلة التي عاشتها البلاد ، قد أدت إلي تراكم ما يمكن أن نطلق عليه ” الأمية الديمقراطية ” أو ” الجهل السياسي ” ، التي حرمت المواطنين من ممارسة حقوقهم السياسية في التعبير واختيار ممثليهم في كافة المستويات البلدية والمحلية والبرلمانية والرئاسية ، ومن ثم كانت الانتخابات المحلية والبلدية في إندونيسيا لمحو تلك الأمية السياسية والديمقراطية ، وإعادة تأهيل المواطنين علي ممارسة حقوقهم السياسية بكل حرية ، وفق الشروط التي تقتضيها العملية الديمقراطية وهي الاحترام المتبادل بين كافة المرشحين والناخبين ، ومن ثم تعتبر هذه الانتخابات مدرسة شعبية يتعلم فيها الشعب الممارسة السياسية الصحيحة بعيداً عن التعصب لحزب أو آخر ، ، أو قبيلة هنا أو هناك .

لعبت العادات والتقاليد الاجتماعية لكل منطقة جغرافية في البلاد المترامية الأطراف دوراً هاماً في تهئية الظروف لنجاح الانتخابات ، وهو ما استدعي تلك الفترة الزمنية الطويلة نسبياً لإتمام الانتخابات المحلية ، قبل أن يتم إجراء أول انتخابات شاملة ، فلم يتم إجراء الانتخابات في أي محافظة أو منطقة إلا بعد التأكد من تهيئة كافة الظروف التي من شأنها المساعدة علي نجاح تلك الانتخابات ، خاصة أن المناطق والمحافظات تتمتع بكشل كبير من الحكم الذاتي ، ومن ثم فإن كل منطقة ومحافظة تعتمد علي موادرها الخاصة بها بشكل كبير .

منوعات من انتخابات الرئاسة المحلية المتزامنة عام 2018 4

أهم ما تمخضت عنه الانتخابات الإندونيسية من نتائج أو ما يمكن أن نسميها ” ثمار العملية السياسية ” بعد اكتمال مراحلها الثلاث ، وشمولها لكافة أنحاء البلاد ، هو سيادة العملية الانتخابية طابع الهدوء والبعد عن العصبية ، والضغوط النفسية علي المرشحين والناخبين ، مما أضفي علي هذه الانتخابات الطابع الاحتفالي بالعرس الديمقراطي الذي تشهده البلاد ، أو بالأحري المناطق التي تشهدها الانتخابات ، فالروح المعنوية والاحساس بأهمية الانتخابات ، واعتزاز كل ناخب بصوته وشعوره بأهمية هذا الصوت الانتخابي ، كلها عوامل ساهمت في تحقيق تلك الانتخابات أهدافها المرجوة في صناعة حياة سياسية وديمقراطية راقية في تلك البلاد ، تفوقت عن غيرها في كثير من الدول الغربية ذات التاريخ العريق في الديمقراطية ، وبعيداً عن الأنماط والنظريات السياسية التي لا تتناسب الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في البلاد .

لم تعتمد نتائج أو ثمار الانتخابات الإندونيسية علي فوز حزب دون آخر ، بقد ما كانت القناعة لدي الجميع بأن الانتخابات كانت معبرة عن إرادة الجماهير المشاركة في هذه الانتخابات ، وهذا ما أكسبها المصداقية وقبول نتائجها بل الرضا ، خاصة أنها كانت تجربة محلية وطنية ، لم تستنسخ تجارب خارجية ، حيث اعتمدت علي واقع المجتمع وظروفه المختلفة ، ولم ترتبط بفلسفة الأنماط الدستورية التي يصعب علي المواطن فهمها كما في الدول الأخري ، ولا بالقوانين الجامدة التي يصعب تطبيقها سواء من قبل السلطات الحاكمة أو من قبل المواطنين ، أو يحتاج تطبيقها إلي موارد وطاقات ترهق كاهل موازنة الدولة والمواطن معاً ، أو يحتاج تطبيقها إلي تغيير أنماط اجتماعية وعادات وتقاليد وثقافات وسلوكيات المجتمع المحلية التي اعتادها ، فقد مهدت الانتخابات وأرست قواعد تجربة ديمقراطية راسخة تستطيع البناء عليها بكل ثقة واقتدار .

المجتمع الإندونيسي الذي يتكون من فسيفساء فريد من القوميات الإثنية والعرقية والدينية يزيد عددها عن 300 مجموعة إثنية وعرقية ، يتحدثون بأكثر من 70 لغة ولهجة محلية ، ويعتقدون بمعتقدات عديدة سماوية وغير سماوية يأتي في مقدمتها الإسلام الذين يدين به أغلب الشعب الإندونيسي ، مع وجود الديانتين المسيحية واليهودية ، إلي جانب الكونفوشيوسية والهندوسية والبوذية وغيرها ، وكل هذا الخليط من القوميات والثقافات والمعتقدات تطلب حواراً ونقاشاً هادئاً ، يراعي خصوصيات كل هذا الخليط الثقافي للشعب الإندونيسي ، وعدم خروج عملية التحول السياسي والديمقراطي عن مسارها باتجاه ديني أو قومي أو عرقي ، وهذا ما ساعد علي نجاح عملية الانتخابات المحلية في مراحلها الثلاث دون حدوث أي اختراقات أو أحداث تعكر صفوة تلك التجربة الرائدة والفريدة ، ليس في إندونيسيا وحسب ، بل في العالم كله بشكل عام .


Jakarta, Indonesiaalyoum.com – Delapan belas tahun sejak awal proses transformasi demokrasi “damai” yang dicetuskan oleh Indonesia pasca penggulingan Suharto, Indonesia mampu mencapai akhir dari “fase peralihan” baik politik maupun demokrasi sebagaimana yang dirancang, sekaligus mencapai tujuan yang dicita-citakan oleh kepemimpinan baru negara ini, di mana fase demokrasi ketiga pemilihan kepala daerah (Pilkada) yang diadakan pada 27 Juni 2018 di beberapa daerah mencakup 172 provinsi dan kabupaten.

Indonesia telah menyaksikan fase pertama pilkada pada bulan Desember 2015, yang mana mencakup 269 provinsi dan kabupaten, dan kemudian berhasil menyelenggarakan fasa kedua pada tanggal 15 Februari 2017 yang mana mencakup 101 provinsi dan kabupaten, dan berhasil mencapai fase ketiga dan terakhir pada bulan Juni yang lalu. Ini menunjukkan bahwa Indonesia telah berhasil secara sempurna dalam menjalankan transformasi demokrasi dengan mengadakan pilkada di seluruh Indonesia, guna terwujudnya pilkada serentak di seluruh provinsi dan kabupaten Indonesia tahun 2024. Pilkada-pilkada ini merupakan pendahuluan atau permulaan kegiatan politik dan demokrasi menyeluruh di negara ini, yang membuktikan kemampuan warga Indonesia dalam menerapkan demokrasi pada tingkatan tertinggi dengan ciri khas dan standar internasional.

      Ciri-ciri proses peralihan demokrasi di Indonesia adalah damai, berbeda dengan beberapa revolusi  yang bercirikan transformasi revolusi yang cepat, keras dan ganas. Inilah yang disebut Indonesia sebagai “reformasi”, dan enggan menggunakan istilah “revolusi”. Hal ini juga menerangkan proses transformasi perlihan damai yang dilalui Indonesia dalam proses reformasi politik dan ekonomi. Jika revolusi menurut asalnya berdasarkan atas penghapusan segala hal pada rezim lama dan melakukan pembanguna yang baru atas dasar-dasar yang baru, maka proses transformasi di Indonesia menolak menghapuskan semua dasar-dasar rezim lama, akan tetapi politik perubahan hanya berlaku untuk segala hal yang tidak sesuai dengan reformasi dan pembaharuan serta menetapkan apa yang sesuai dengan reformasi di masa yang akan datang di Indonesia.

Pilkada di Indonesia berdasarkan partisipasi masyarakat luas, oleh sebab itu pilkada datang dari piramid demokrasi, bukan dari otak piramid. Jika demokrasi kuno bergantung kepada ide dan teori para politisi dan pemikir, bermula dari tingkatan politik tertinggi, di mana dimulai dari pemilihan presidan kemudian pemilihan legislatif sampai dengan pemilihan kepala daerah. Namun, demokrasi Indonesia bertentangan dengan teori itu, dan mungkin teori tersebut dijelaskan oleh keadaan Indonesia, dimana masa diktator selama bertahun-tahun yang dijalani Indonesia menjadikan apa yang disebut dengan “buta politik” atau “bodoh politik” yang menghalangi warga untuk mendapatkan hak-hak politik mereka dalam memilih wakil-wakil mereka di seluruh jenjang wilayah politik dan demokrasi. Oleh sebab itu pilkada di Indonesia bertujuan untuk menghapus buta politik dan demokrasi, dan mengembalikan kemampuan mereka mendapatkan hak-hak politik dengan bebas sesuai dengan ketentuan proses demokrasi yaitu saling menghormati antara para calon dan pemilih. Oleh sebab itu pemilihan ini merupakan sekolah rakyat di mana mereka bisa belajar untuk mendapatkan hak-hak politik mereka secara benar dan jauh dari sifat fanatik terhadapa suatu golongan atau suku.

Budaya dan tradisi masyarakat di setiap wilayah geografis negara yang luas ini memainkan peran penting dalam menyediakan kondisi untuk keberhasilan pemilu, yang membutuhkan waktu yang relatif lama untuk menyempurnakan pilkada. Sebelum diadakan awal pemilihan serentak, proses pilkada tidak akan dimulai hingga memastikan kesiapan segala kondisi untuk membantu keberhasilan pemilu, khsususnya beberapa kabupaten dan porvinsi dengan otonomi daerah, Oleh sebab itu setiap kabupaten dan provinsi bergantung pada sumber dayanya masing-masing.

Hasil terpenting Pemilu di Indonesia atau mungkin kita sebut dengan “buah dari proses politik” setelah melalui 3 fase dan diadakan serentak di seluruh wilayah Indonesia merupakan kedaulatan proses pemilu yang damai dan jauh dari sifat fanatik dan tekanan batin terhadap para calon dan pemilih, yang mana memberikan ciri khas pemilu dengan pesta demokrasi yang disaksikan negara, terlebih daerah yang menyaksikan pemilu. Semangat lahir dan batin akan pentingnya pemilu dan kebanggaan setiap pemilih atas suaranya serta perasaan akan pentingnya pemilihan merupakan faktor yang membantu pemilu mencapai cita-citanya dalam menciptakan kehidupan politik dan demokrasi yang berkualitas di negara ini melebihi negara-neraga barat yang memiliki sejarah kuno dan jauh dari teori politik yang tidak sesuai dengan fakta politik, masyarakat dan ekonomi di negara.

Hasil pemilu Indonesia tidak bergantung pada kemenangan partai politik atas yang lainnya, namun seluruh rakyat menerima hasil pemilu dan menganggap pemilu adalah keinginan seluruh rakyat. Inilah yang menjadikannya diakui dan diterima dengan penuh kerelaan, terutama ini adalah percobaan daerah dan nasional, tidak menjiplak dari percobaan luar negeri yang mana kondisi masyarakatnya berbeda dan tidak terikat dengan filsafat model konstitusi yang susah dipahami oleh rakyat sebagaimana di negara lain, tidak juga udang-undang yang jumud  serta energi yang membebani anggaran negara dan rakyat secara bersamaan atau perlu diterapakan untuk mengubah pola sosial dan adat istiadat, tradisi, budaya dan prilaku masyarakat lokal yang mereka gunakan. Pemilu menyiapkan dan menetapkan aturan-aturan pengalaman demokrasi yang kuat dan dapat membangun dengan penuh percaya diri dan menguasai.

Masyarakat Indonesia yang terdiri dari berbagai macam suku, etnis dan agama, memiliki lebih dari 300 suku dan etnis, dan memiliki lebih dari 70 bahasa dan dialek lokal, dan meyakini beragam agama samawi dan non-samawi dengan islam sebagai agama yang dipeluk mayoritas rakyat Indonesia, disamping itu adanya agama Kristen dan Yahudi, selain itu agama Konghucu, Hindu, Budha dan lain-lain. Perpaduan antara suku, budaya dan agama ini memerlukan dialog dan diskusi damai yang mempertimbangkan ciri khas budaya masyarakat Indonesia dan tidak membawa proses transformasi politik dan demokrasi ke arah agama, suku atau etnis, dan hal ini membantu keberhasilan proses pemilihan kepala daerah dalam 3 tahap tanpa adanya kejadian yang mengotori kesucian pengalaman perintis yang unik. Bukan hanya di Indonesia saja, bahkan sampai luar negeri secara umum.

Ahmad Abduh Thorobeik

Penulis dan Peneliti Asia – Kairo

تعليقات
Loading...