متطوعون أتراك يغرسون تجارب الخير في إندونيسيا
توجه مؤخرا متطوعون أتراك إلى إندونيسيا بهدف تفعيل أواصر التضامن الاجتماعي، وقاموا بالعديد من الأنشطة والخدمات التي أدخلت البسمة والبهجة على سكان قرية فقيرة، ولا سيما الأطفال منهم...
جاكرتا، إندونيسيا اليوم – توجه مؤخرا متطوعون أتراك إلى إندونيسيا بهدف تفعيل أواصر التضامن الاجتماعي، وقاموا بالعديد من الأنشطة والخدمات التي أدخلت البسمة والبهجة على سكان قرية فقيرة، ولا سيما الأطفال منهم. وفق ما نقلته الأناضول.
سفر هؤلاء المتطوعين إلى هناك جاء بدعم من وزارة الشباب والرياضة التركية في إطار “2019..عام العمل التطوعي” الذي أعلنته الوزارة في وقت سابق بتركيا.
وشارك هؤلاء المتطوعين في فعالية إغاثية خيرية أقامتها جماعة الطلاب الإندونسيين (PPI) الذين يدرسون في مدينة بورصه، غربي تركيا.
وشهدت هذه الفعالية العديد من الأنشطة مثل توزيع الهدايا، وتعليم اللغة التركية، والتعريف بثقافة الأتراك، فضلًا عن القيام بالفحص الطبي للسكان، وزراعة الشتلات.
وشارك في هذه الفعالية أرول أوزتمور ممثل جمعية “متطوعي القَطْرَة” الدولية التي تدير فعالية العمل التطوعي بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة التركية.
وفي حديث للأناضول قال أوزتمور: “نقوم بأنشطة تطوعية في مجالات مختلفة بتركيا، وفي أنحاء متفرقة من البلاد”.
وأضاف: “الطلاب الإندونيسيون الذين يدرسون عندنا قاموا بالعديد من الأنشطة في بلادهم، لا سيما في المناطق التي لم تنل حظًا من التقدم، وهذا العام أبلغونا أنهم يريدون استضافتنا”.
– الشتلات التي قمنا بغرسها ستوفر دعمًا ماليًا للطلاب
في حديثه ذكر أوزتمور أنهم ذهبوا إلى قرية “مكارمنيك” الموجودة بمنطقة نائية بمقاطعة “بنتن” في جزيرة جاوه، وذلك بعد رحلة استمرت 16 ساعة، قطعوا خلالها مسافة تقدر بـ10 آلاف كم تقريبًا.
وتابع قائلا: “هدفنا هو بث ونقل روح العمل التطوعي التي يتمتع بها الأتراك للعالم أجمع، وذلك في إطار عام العمل التطوعي الذي تم إعلانه في تركيا من قبل وزارة الشباب والرياضة”، مشيرًا إلى أن إندونيسيا كانت هي المحطة الأولى لهم في هذا الإطار.
وأوضح أن “المنطقة التي قمنا بزيارتها بها أناس بسطاء، يتمتعون بروح حميمية استقبلونا بها”.
وأكمل: “لقد قضينا في هذه المنطقة 5 أيام قمنا خلالها بإجراء فحص طبي للسكان، ولعبنا مع الأطفال، وغرسنا شتلات أشجار، كما قمنا بأنشطة مدرسية، وكانت كل هذه الأشياء بالغة القيمة بالنسبة لنا؛ لأن الأشجار التي أحضرناها إلى هنا كان مكتوبًا عليها أسماء شهدائنا ممن فقدوا أرواحهم في سبيل الوطن، والدولة والجمهورية التركية”.
واستطرد: “وبذلك نكون قد خلدنا أسماء أناس ضحوا بأنفسهم من أجل دولتنا، ومستقبلنا، مثل شهدائنا في المحاولة الانقلابية الفاشلة (15 يوليو/تموز 2016) عمر خاص دمير، وشناي أيبوكه يالجين، ونجم الدين يلماز، ومحمد فاتح صافي ترك”.
وشدد أوزتمور على أن الأشجار التي تم غرسها له مغزى آخر، وهو أنه بعد 5 سنوات من الآن ستُجنى ثمارها التي ستوفر دعمًا ماليًا للطلاب الذين يدرسون في هذه القرية.
وقال: “نحن نحاول القيام بهذه الأنشطة والفعاليات في تركيا، لكن تمكننا من تجربة هذه الأمور في بلدان أخرى، والشعور بها في منطقة جغرافية أخرى، ورؤية البسمة والفرحة على أوجه الأطفال، أشياء تعتبر بالنسبة لنا من أكبر الخبرات”.
التركية، جانان تشاقير، شاركت في هذه الفعالية التطوعية من مدينة بورصه، وفي حديث للأناضول قالت إنهم كفريق تطوعي قاموا بالعديد من الأنشطة والفعاليات من أجل سكان وأطفال القرية الموجودة في منطقة محرومة ونائية.
وذكرت المتطوعة التركية أيضًا أنها شاركت في هذه الفعاليات والأنشطة مع طفلتها البالغة من العمر 9 أعوام.
وأضافت: “لقد قامت ابنتي بالغناء مع أصدقائها هنا، ورسموا معًا، وشاركت الأطفال في عدد من الأنشطة المختلفة،.. ولقد قمنا بغرس أشجار (الدرويان) باسم بلدنا تركيا، والربح الذي ستدره ثمار هذه الأشجار مستقبلًا سيوفر دعمًا ماليًا للطلاب هنا”.
تشاقير التي تُدّرس اللغة التركية منذ 4 سنوات للطلاب الأجانب في مدرسة دولية للآئمة والخطباء بمدينة بورصه، تابعت قائلة “استمتع كثيرًا من خلال عملي بالتدريس”.
وأكملت: “احتكاكي بالأطفال الأجانب جعلني شغوفة لمعرفة كل شيء عن بلدانهم، والتعرف على ثقافاتهم، ومن ثم عندما يتلاقى العمل التطوعي والشغف لمعرفة ثقافات مختلفة، ظهر أمامي مشروع كهذا”.
وفي السياق ذاته، شددت تشاقير على أن هدفها هو تعريف اللغة التركية للآخرين، مضيفة: “ففي القرى البعيدة جدًا عنا، قد لا يعرف فيها أحد شيئًا عن تركيا، أو حتى لم يسمع اسمها، ولربما هذا الشيء موجود في القرية التي نتواجد بها الآن”.
وتابعت: “حقيقة أنا أهتم بمثل هذه الأشياء من أجل نشر لغتنا التركية في العالم أجمع، وخلق عوالم جديدة في آفاق الأطفال”.
الإندونيسي، أسامة تقي الدين، طالب يدرس في مدينة بورصه التركية، ويترأس اللجنة التي قامت بتنظيم هذه الفعالية، ذكر للأناضول أنهم جاءوا لتلك القرية بهدف تنفيذ مشروع للتضامن الاجتماعي.
وشدد على أنهم سعوا لعمل العديد من الأشياء من أجل اطفال القرية، وسكانها المحرومين من إمكانيات كثيرة.
بدوره أعرب حاجي علي الدين، حاكم قرية “مكارمنيك” التي يعيش فيها 2500 نسمة، عن سعادتهم لاستضافة المتطوعين الأتراك، مشيرا إلى أن هذه تعتبر المرة الأولى التي يستضيفون فيها أجانبًا من بلدان أخرى، على حد قوله للأناضول.
كما أعرب عن شكره وتقديره للمتطوعين الأتراك على ما قاموا به من أنشطة وخدمات لإدخال الفرحة والبسمة على سكان القرية.
//إندونيسيا اليوم | متابعات//