الملتقى العلمي بجامعة جاكرتا: شراكة إندونيسية سعودية لتطوير تعليم العربية

جاكرتا، إندونيسيا اليوم — احتضنت جامعة جاكرتا الحكومية صباح الثلاثاء ٩ أيلول/سبتمبر ٢٠٢٥ أعمال الملتقى العلمي للغة العربية بمشاركة واسعة ضمّت ممثلين عن جامعات ومعاهد ومدارس إسلامية من مختلف أنحاء البلاد، وذلك بالتعاون مع معهد “اقرأ” التابع لجامعة أم القرى في مكة المكرمة.

وشهد الملتقى حضور أكثر من ٧٠ شخصية أكاديمية بارزة، من بينها ممثلون عن جامعة إندونيسيا، والجامعة الإسلامية الحكومية في جاكرتا وبكالونغان، وجامعة محمدية جاكرتا، وجامعة الأزهر الإندونيسية، إلى جانب مؤسسات أخرى ومعاهد عليا ومدارس إسلامية مرموقة.

وأكد المنظمون أنّ انعقاد الملتقى يمثل فرصة مهمة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون في مجال تدريس اللغة العربية، مشيرين إلى أنّ الإقبال الكبير يعكس تصاعد الاهتمام بالعربية في إندونيسيا. واعتبروا أنّ هذا الحدث يمكن أن يفتح آفاقاً لمشاريع مشتركة تدعم جودة التعليم وتطويره المستدام.

من جانبه، شدد عميد كلية الآداب واللغات جامعة جاكرتا الحكومية سامسي ستيادي على أهمية التعاون مع جامعة أم القرى، مؤكداً أنّ هذه الشراكة سترتقي بمستوى تدريس العربية داخل البلاد. ودعا إلى تحويل الملتقى من مجرد لقاء احتفالي إلى منصة لتبني برامج عملية تلبي احتياجات الميدان التعليمي.

وفي مداخلته، أوضح أندي هاديانتو، نائب رئيس جامعة جاكرتا الحكومية، أنّ الاهتمام بتعلم العربية يتزايد عالمياً بدوافع دينية واقتصادية وحضارية، إلا أنّه أشار إلى تحديات محلية ما زالت قائمة، أبرزها قصور المناهج وقلة الكفاءات واستمرار النظرة النمطية التي تصف العربية بأنها لغة صعبة. ودعا إلى تغيير تلك الصورة عبر إبراز العربية كلغة حديثة سهلة ونافعة.

أما عبد الجبار، رئيس مركز الدراسات الإسلامية والشرق الأوسط بجامعة إندونيسيا، فقد سلط الضوء على البعد الدولي للعربية، مؤكداً أنها باتت إحدى اللغات الحاضرة بقوة في المحافل العالمية، مشيراً إلى دورها في تعزيز الدبلوماسية الثقافية وتمكين إندونيسيا من التواصل المباشر مع العالم العربي.

وقدم عبد الله باوزير، المدير التنفيذي لمؤسسة “اقرأ” بجامعة أم القرى، رؤية مؤسسته الرامية إلى جعل العربية لغة عالمية، مشيراً إلى “برنامج مسار مكة” الذي يهدف إلى إعداد الكوادر التعليمية وإطلاق برامج تدريبية وانغماس لغوي مؤهل للمعلمين كسفراء اللغة في الخارج.

وتطرقت النقاشات خلال الملتقى إلى الحاجة لتطوير كتب دراسية أكثر تواصلاً مع الواقع وتعزيز برامج التبادل الأكاديمي مع الدول العربية. وتوجت الفعالية بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم بين معهد “اقرأ” ومؤسسات تعليمية إندونيسية تهدف إلى إعداد المعلمين وتطوير الأدوات التعليمية وتعزيز التدريب المستمر.

وخلص المشاركون إلى أنّ الملتقى مثّل دفعة قوية لتطوير تعليم العربية محلياً، كما أسهم في ترسيخ حضورها لغة علم وثقافة ودبلوماسية. وغادر الحاضرون جامعة جاكرتا بروح تفاؤل ورؤى جديدة، معتبرين أنّ العربية لم تعد مقتصرة على المجال الديني فحسب، بل أصبحت جسراً لإندونيسيا نحو العالم وأحد مفاتيح حضورها الحضاري والثقافي على الساحة الدولية.

السابق 1 من 4 التالي