الأستاذ رشيد بانجين: من داعية حدودي إلى رائد نهضة تعليمية في سبادان
Ini Dia Profil Pengasuh Pondok Modern Daarurrahmah Sepadan
جاكرتا, إندونيسيا اليوم – ولد الحاج محمد رشيد بانجين //M. Rasyid Bancin//، المعروف باسم الأستاذ رشيد أو //HRB//، في قرية ليبات كاجانج //Lipat Kajang// في 5 أبريل 1986م. نشأ في أسرة تجمع بين الإرث الديني والسياسي؛ فجده من جهة الأب، هاروك بانجين، كان من كبار أتباع الطريقة النقشبندية ويحمل رتبة “خليفة أول”. بينما جدّه الأكبر من جهة الأم كان ملك مملكة سيلاطونج //Silatong//، ويدعى راجا هيدايو بانجين.
هذا الإرث المزدوج أسهم في تكوين شخصية تجمع بين روح الدعوة والقيادة، وهو ما تجلى لاحقاً في دوره البارز كقائد ومؤسس لمعهد دار الرحمة العصري سبادان //Pondok Modern Daarurrahmah Sepadan//.
قضى طفولته في سيلاطونج بين أفراد عائلته الممتدة، وبدأ تعليمه في المدرسة الابتدائية الحكومية هناك، ثم التحق بالمدرسة الإعدادية في سيمبانغ كانان، لكنه لم يُكمل فيها سوى عام واحد. بدافع شغفه بالعلوم الإسلامية، وبتشجيع من جده، انتقل إلى المدرسة الإعدادية الإسلامية التابعة لمعهد باب السلام في باتو كورونج //Batu Korong//، حيث التحق بنظام التعليم الداخلي. ويُذكر أن والد مشرف المعهد كان صديقًا مقربًا لجده، ما ساعد على تعزيز ارتباطه بالبيئة العلمية والدينية منذ الصغر.
إقرأ أيضا: ظاهرة الشيخ عبد الصمد
بعد عامين من الدراسة في معهد باب السلام باتو كورونج، انتقل الأستاذ رشيد لإكمال تعليمه الديني والرسمي في معهد دار المتعلمين تانه ميرا //Tanah Merah// ، التي تُعد من أكبر المعاهد الدينية وأعرقها في منطقة آتشيه سينغكيل. خلال ثلاث سنوات من دراسته هناك، أظهر تفوقًا ملحوظًا لفت الأنظار، حتى أُنيطت به مهمة تعليم زملائه داخل الصفوف. كما كان يرافق أستاذه في إلقاء الدروس في المجالس الدينية بالقرى، مما أتاح له تجربة دعوية ميدانية شكلت أساسًا متينًا لمسيرته لاحقًا.
ولم تقتصر مواهبه على الجانب العلمي والدعوي، بل برزت فيه روح ريادية مبكرة؛ فقد بدأ نشاطًا تجاريًا بسيطًا أيام الأحد في سوق ريمو، الواقع على بُعد 15 كيلومترًا من المعهد. وكان يدخر جزءاً من أرباحه ليساهم في بناء منزل لأحد أساتذته، ما يعكس قيم الوفاء والبذل في شخصيته.
بعد تخرجه من تانه ميرا عام 2005، التحق بجامعة الأزهر في القاهرة. لم يكتفِ بدراسته الأكاديمية، بل التحق بدورات في مركز نيل لتعليم اللغة وتعلم اللغة اليابانية في مؤسسة اليابان //Japan Foundation Cairo// في القاهرة. وخلال سنوات دراسته، عمل في مطاعم طاهيًا ونادلاً، قبل أن يؤسس مع أصدقائه مشاريع صغيرة، منها تأجير السيارات ومطعم “كايرو ريستورانت”، الذي لاقى نجاحًا كبيرًا، لكنه أثر على التزامه العلمي، فقرر الانسحاب منه عام 2008 والعودة إلى إندونيسيا.
في جاكرتا، واصل دراسته في معهد العقيدة للعلوم الإسلامية، ونال شهادة البكالوريوس في العلوم الاجتماعية الإسلامية عام ٢٠٠٩م. ثم كرّس نفسه للعمل الدعوي، حيث تم قبوله ضمن برنامج “داعية على الحدود” في آتشيه، وعُيّن في قرية سبادان التابعة لناحية روندينج // Rundeng// في في مدينة سبل السلام.
وبينما واصل نشاطه الدعوي، ظل شغفه بريادة الأعمال حاضرًا؛ فأسس في نفس العام مكتبًا لرحلات الحج والعمرة باسم //Gadika Expressindo// في سبل السلام، الذي تطور لاحقًا ليحمل اسم //Rasyindo Citra Sepadan//، ليواصل بذلك الجمع بين العمل الدعوي والاقتصادي برؤية متكاملة.
قد يهمك أيضا: الشيخ أحمد دحلان: مؤسس الجمعية المحمدية ورائد الإصلاح الديني في إندونيسيا
1 داعية على الحدود في قرية سبادان

في أبريل عام 2009، وصل الحاج محمد رشيد بانجين، الحاصل على شهادة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية، إلى قرية سبادان الواقعة في منطقة روندينغ، بمدينة سبل السلام، محافظة آتشيه. جاء تلبيةً لنداء الواجب، ضمن برنامج “داعية على الحدود” الذي أطلقته دائرة الشريعة الإسلامية بحكومة آتشيه، والمخصص لنشر الدعوة وتعزيز القيم الإسلامية في المناطق النائية.
كانت قرية سبادان آنذاك تُصنّف ضمن مناطق “3T” (المناطق النائية المتخلفة والحدودية البعيدة)، وتعاني من صعوبة في الوصول، ونقص في الخدمات الأساسية، وخاصة في مجالات التعليم والدين. وفي بيئة كهذه، بدأ الأستاذ رشيد مهمته الدعوية وسط تحديات كبيرة، لكنه حمل رؤية أوسع من مجرد التبليغ الديني، حيث سعى إلى إحداث تحول شامل يمسّ الجوانب الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية في المجتمع المحلي.
بدأ نشاطه بتأسيس روضة لتحفيظ القرآن الكريم، والتي سرعان ما نمت وازدهرت، لتصبح نواة لمؤسسة تعليمية متكاملة. كما أطلق حلقات لتعليم الكبار، مستندًا إلى أسلوب حواري يراعي عادات وتقاليد الأهالي دون فرض أو إصدار أحكام. وحرص على أن تكون الدعوة مقترنة بالتمكين، ففتح آفاقًا جديدة للتعليم والتعلّم في القرية.
ومع مرور الوقت، تحولت روضة تحفيظ القرآن إلى مركز تعليمي أكثر شمولاً، حيث أدخل مناهج دراسية تجمع بين العلوم الدينية والدنيوية، لتشكيل مدرسة دينية مصغرة. كما قام برحلات دراسية إلى بعض المدارس النموذجية في جاوة، من بينها مدرسة “بيت التميّز” في إندرامايو، حيث أمضى أسبوعين لاكتساب الخبرات وتعلم منهج “التمييز”، ثم قام بتطبيقه في سبادان. وقد أثمرت هذه المبادرة عن تحسين ملحوظ في جودة التعليم، وازدياد كبير في إقبال الأطفال والنساء على حلقات الدراسة.
في حياته اليومية، اندمج بشكل كامل مع مجتمع سبادان، دون أن يُحدث فرقًا بين السكان الأصليين والمهاجرين من جاوة، مما رسّخ قيم المساواة والاحترام المتبادل. وقد أسهم هذا النهج في رفع مستوى ثقة السكان بأنفسهم وتحسين صورتهم في المجتمع.
بفضل هذه الجهود، لم تعد سبادان كما كانت، بل تحوّلت تدريجياً إلى مجتمع أكثر وعيًا وتعليمًا، ويعود الفضل في ذلك إلى إصرار الأستاذ رشيد، الذي استطاع أن يجعل من مهمته الدعوية مشروعاً تنمويًا متكاملًا.
قد يهمك أيضا: الشيخ أحمد سوركاتي (السوداني) يستحق لقب بطل قومي (1874-1943)
وبفضل جهوده المتواصلة، بات الأستاذ رشيد يُعرف بين أهالي سبل السلام بلقب “الأستاذ سبادان”، وأصبح اسم قريته يُذكر بإعجاب في مختلف أرجاء مدينة سبل السلام ومنطقة آتشيه سينغكيل. لقد تحوّل اسم سبادان من مجرد قرية نائية إلى رمز للنهضة الدينية والاجتماعية، وارتبط في أذهان الناس بشاب طموح حمل على عاتقه مسؤولية التغيير.
في تلك المرحلة، وُضع حجر الأساس لمعهد جديد حمل اسم معهد دار الرحمة العصري سبادان، وعُيّن الأستاذ رشيد مشرفًا عليه. رغم أن المعهد لم يكن يملك حينها أرضًا أو مبانٍ خاصة، فقد احتضنه مسجد روضة المهاجرين مؤقتًا كمركز انطلاق للأنشطة التعليمية والدعوية.
ما يميز هذا المعهد عن غيره أنه لم ينبثق من دعم مالي ضخم أو بإشراف علماء كبار، بل تأسس بجهد جماعي من سكان القرية، وبإدارة شاب لم يتجاوز حينها الخامسة والعشرين من عمره. وكان من أبرز الداعمين للمعهد السيد سوهارسونو، الرئيس القروي السابق وأحد وجهاء المجتمع، الذي قدم الدعم المالي والمعنوي وساهم بقطعة أرض للمعهد. وعبّر عن فرحته العارمة بالتحولات الإيجابية التي شهدتها قريته.
وقد شكّل هذا النجاح علامة فارقة في تاريخ سبادان، حتى صار وجود الأستاذ رشيد فيها مرادفًا لصحوة دينية واجتماعية شاملة. لم يكن حديث الأهالي عن قدومه حديث مجاملة، بل كان تعبيرًا عن انتظار طويل لشخصية تزرع الأمل وتحقق التغيير.
تبدّلت الصورة النمطية عن سبادان، تلك التي كانت تُربط سابقًا بضعف الالتزام الديني وانتشار بعض العادات السلبية. واليوم، تُذكر سبادان مقرونةً بمعهد ديني ناشط، وشاب يحمل مشعل الدعوة والعلم، ومجتمع يسير نحو الوعي والتقدم.
كما أثمرت جهود الأستاذ رشيد في إحداث تحول جذري في مستوى التعليم، إذ أصبح من المألوف أن يتابع العديد من شباب وشابات سبادان تعليمهم الجامعي، بعد أن كان ذلك شبه نادر قبل عام 2009. وقد رافق هذا التطور الديني والتعليمي تحسّنٌ اقتصادي ملحوظ، تزامن مع توسع معهد دار الرحمة وزيادة تأثيره في محيطه.
إقرأ أيضا: معهد قمرالدين سامبورنان بونجاه غرسيك
2 من سبادان إلى سبل السلام

في يوليو 2011، تأسس المعهد دار الرحمة العصري سبادان. لكن عامه الأول لم يشهد انطلاقة تعليمية رسمية، نظراً لانشغال المؤسسين بأعمال البناء والتجهيز. اقتصرت الأنشطة آنذاك على تعليم غير رسمي في مسجد روضة المهاجرين بقرية سبادان، مع التركيز على إعداد الكوادر التعليمية. وفي يوليو 2012، استقبل المعهد دفعتَه الأولى من الطلاب، رغم تواضع الإمكانيات. كانت الصفوف الدراسية والمرافق مبنية من ألواح الخشب، وتُستخدم كذلك كسكن للمعلمين والطلاب.
رغم بساطة المرافق، لم يثنِ ذلك أطفال سبادان عن الالتحاق بالمعهد. فقد بدأ 13 طالباً من أبناء القرية رحلتهم الدراسية، وانضم إليهم 9 طلاب من القرى المجاورة.
وقد ساهم وضوح المنهج الدراسي وحماس الهيئة التدريسية والطلاب على تجاوز التحديات. وبرز المعهد سريعاً كمؤسسة تعليمية واعدة في مدينة سبل السلام. كما عزز مكانته باستقدام معلمين من معهد دار السلام العصري جونتور //Gontor//، وبعض خريجي جامعة الأزهر، ما أسهم في رفع جودة التعليم والارتقاء بالمعايير الأكاديمية فيه.
إقرأ أيضا: الشيخ محمد نووي الجاوي نموذجًا للتواصل العلمي والثقافي بين أندونيسيا وبلاد العرب
ركّز معهد دار الرحمة العصري سبادان منذ بداياته على ترسيخ جودة التعليم الرسمي وتعزيز استخدام اللغات الأجنبية، مع اهتمام ملحوظ بمجالات الفنون والثقافة والأنشطة الكشفية. هذا التوجه المتكامل جعل المعهد يحظى باهتمام وتقدير خاص من حكومة مدينة سبل السلام. وكان المشرف العام، الأستاذ رشيد بانجين، شخصية فاعلة في النشاط الكشفي على المستويين المحلي والإقليمي، حيث ترأس فرع الكشافة في منطقة روندينغ بالمدينة.
وفي عام 2013، زار المعهد الأستاذ الدكتور شاهريزال عباس //Syahrizal Abbas.//، رئيس دائرة الشريعة الإسلامية في إقليم آتشيه، وأشاد خصيصاً بجهود الأستاذ رشيد بانجين، واصفاً إياه بـ”الداعية الحدودي النموذجي”، الذي تجاوز دوره التقليدي في التوجيه الديني إلى الإسهام الفعلي في التقدم الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع. واعتبر أن تأسيس المعهد الحديث في قرية نائية كـ”سبادان” يُعد إنجازاً رائداً.
وفي العام التالي، شهدت القرية زيارة رسمية من النائب البرلماني مسلم أيوب، عضو اللجنة الثالثة المختصة بالقانون وحقوق الإنسان، للاطلاع على أوضاع السكان الذين تجاوزوا آثار الصراعات الماضية، وتمكنوا من بناء مجتمع أكثر استقرارًا. وأشادت الزيارة بالدور الذي لعبه الأستاذ رشيد بانجين والمعهد في تحقيق هذا التحول الاجتماعي الإيجابي.
وفي أبريل 2013، تلقّى المعهد دعماً من هيئة تطوير تعليم الداياه (BPPD) في آتشيه لبناء فصلين دراسيين. تلاه دعم مالي آخر في مايو من حكومة مدينة سبل السلام عبر مخصصات أعضاء مجلس النواب المحلي، واستمر هذا الدعم حتى عام 2019، مما ساعد المعهد في تطوير مرافقه التعليمية لمواكبة النمو المطّرد في عدد طلابه.
حرص المعهد على تخفيف الأعباء المالية عن الأسر، فاقتصر رسم التسجيل على تغطية النفقات الأساسية فقط. وفي المقابل، سعى القائمون عليه إلى ابتكار مصادر تمويل إضافية لضمان الاستدامة، أبرزها مشروع سياحي للحج والعمرة أطلقه الأستاذ رشيد بانجين عبر مكتب Rasyindo Citra Sepadan. وقد خُصّص معظم عائداته لدعم أنشطة المعهد، تعبيراً عن التزامه المستمر بخدمة المجتمع وتحقيق رسالته التربوية والدينية.
إقرأ أيضا: كيف رأيت الأندونيسيين في بلاد الغربة؟ انطباعات مصري عن الأندونيسيين بالأزهر
ومع مرور الوقت، شهد معهد دار الرحمة العصري سبادان إقبالاً متزايداً من الطلاب، حتى تجاوز عدد المتقدمين في عام 2019 الطاقة الاستيعابية المحددة للمعهد. وعلى الرغم من توجه الإدارة إلى تقليص عدد المقبولين للحفاظ على جودة التعليم، إلا أن التزامها الإنساني وتقديرها لحماس الطلاب وأسرهم دفعها إلى قبول الجميع. وقد ترتب على هذا القرار تحديات إضافية في تلبية الاحتياجات التعليمية وتوفير بيئة دراسية مناسبة للجميع.
واليوم، أصبح معهد دار الرحمة العصري سبادان وجهة تعليمية مفضلة لدى أولياء الأمور في مدينة سبل السلام، إذ يوفر توازناً بين التعليم الديني والتعليم العام بجودة عالية.
3 البرامج التعليمية في معهد دار الرحمة العصري سبادان:

- كلية المعلمين الإسلامية لمدة 7 سنوات.
- المدرسة المتوسطة لمدة 3 سنوات.
- المدرسة الإعدادية الدينية لمدة 3 سنوات.
- المدرسة الثانوية الدينية لمدة 3 سنوات.
- الحلقات التعليمية.
- تدريبات مناسك الحج والعمرة.
- الدورات الدينية الخاصة.
- الأنشطة اللا صفية.
- مشاريع تنمية الزراعة والأعمال الزراعية.
- معهد دار الرحمة للدراسات الإسلامية سبادان //Aceh//.
حتى نهاية العام الدراسي 2023/2024، بلغ عدد طلاب المعهد 482 طالباً، منهم 298 طالباً في المرحلة المتوسطة، و184 طالباً في المرحلة الثانوية الدينية، بينما تخرج 543 طالباً من مرحلة كلية المعلمين الإسلامية. ويشرف على العملية التعليمية والإدارية 64 معلماً وموظفاً يتمتعون بخلفيات علمية متنوعة.
إرني بوسبيتا ساري | إندونيسيا اليوم | SERAMBINEWS
JAKARTA, INDONESIA ALYOUM.COM – H.M. Rasyid Bancin, S.Sos.I. atau biasa dipanggil Ustadz Rasyid alias HRB lahir di Desa Lipat Kajang pada tanggal 5 April 1986. Kakeknya dari pihak ayah adalah seorang pengamal Tarekat Naqshabandiyah dengan jabatan Khalifah Satu bernama Harok Bancin.
Sementara kakek buyutnya dari pihak ibu adalah Raja Kerajaan Silatong bernama Raja Hidayo Bancin. Perpaduan antara darah agamawan dan negarawan menyatu dalam dirinya. Jiwa kepemimpinan sekaligus ulama makin terlihat saat ia menjadi pemimpin dan pengasuh Pondok Modern Daarurrahmah Sepadan.
Ustadz Rasyid menjalani masa kecil di Kampong Silatong bersama keluarga besarnya, juga menempuh pendidikan dasar di SDN Silatong. Setelah itu melanjutkan studi ke SMPN Simpang Kanan namun hanya setahun saja ia jalani. Naluri untuk belajar agama lebih mendalam, ditambah dengan nasehat kakeknya membuat Ustadz Rasyid pindah ke MTs di Pondok Pesantren Baabussalam Batu Korong. Tentu saja ia mondok dan menjadi santri di pesantren ini. Adapun ayahanda dari Pengasuh Pesantren Batu Korong tak lain adalah sahabat Harok Bancin, kakeknya Ustadz Rasyid.
Dua tahun belajar di Pesantren Batu Korong, Ustadz Rasyid melanjutkan pendidikan agama dan sekolah formal di Pondok Pesantren Daarul Muta’allimin Tanah Merah, sebuah pesantren terbesar dan legendaris di Aceh Singkil. Selama tiga tahun belajar di sini, Ustadz Rasyid dianggap memiliki kemajuan yang pesat dan melebihi teman-temannya sehingga ia kerap diminta untuk mengajar teman-temannya sendiri di dalam kelas.
Tidak hanya itu, ia juga kerap diajak ustadz pembimbingnya untuk mengisi majlis taklim di dusun-dusun. Mengajar di dalam kelas dan mengisi pengajian di dusun menjadi proses pembelajaran sekaligus latihan bagi Ustadz Rasyid yang sangat berguna dalam perjalanan dakwahnya di kemudian hari.
Di Pesantren Tanah Merah pula jiwa kewirausahaan Ustadz Rasyid terasah. Di sela-sela kesibukan belajar, ia masih sempat berdagang di Pasar Rimo yang berjarak +- 15 ( Lima Belas ) kilometer dari Pesantren. Setiap hari Minggu Ustadz Rasyid menjual barang-barang dagangan di pasar tersebut yang sebagian hasilnya ditabung dan dipakai untuk membangun sebuah rumah untuk salah seorang gurunya di Pesantren Tanah Merah.
Selepas menamatkan sekolah umum dan pesantren di Tanah Merah tahun 2005, Ustadz Rasyid melanjutkan kuliah ke Universitas Al-Azhar Kairo, Mesir. Selain kuliah, Ustadz Rasyid sempat mengikuti Kursus Bahasa Arab di Markaz Neil dan Bahasa Jepang di Japan Foundation Kairo sampai lulus.
Didorong niat untuk membantu orang tua dan keinginan untuk mandiri membuat Ustadz Rasyid bekerja sambil kuliah. Sempat bekerja sebagai koki dan pelayan restoran sampai akhirnya ia membuat usaha sendiri bersama teman-temannya, antara lain rental mobil dan restoran. Niat hati hanya sekedar untuk membiayai sendiri hidupnya di negeri orang, namun usaha restoran bernama Cairo Restaurant (Caresto) yang dikelolanya malah berkembang pesat dan menjadi besar. Kuliahnya pun menjadi terganggu. Tahun 2008 Ustadz Rasyid memilih mundur dari usaha restoran dan pulang ke Indonesia untuk pindah studi di Institut Agama Islam Al-Aqidah Jakarta hingga lulus dan mendapatkan gelar Sarjana Sosial Islam.
Setelah lulus kuliah tahun 2009 Ustadz Rasyid memutuskan untuk fokus terjun di dunia dakwah yang merupakan panggilan jiwanya. Ia pun mendaftar sebagai Da`i Perbatasan Provinsi Aceh dan diterima. Ia ditempatkan di Kampong atau Desa Sepadan, Kecamatan Rundeng, Kota Subulussalam. Maka semenjak itu pula ia sibuk dengan kegiatan dakwah sesuai tugasnya. Namun jiwa wirausaha tetap saja tidak bisa lepas dari diri Ustadz Rasyid. Pada tahun itu pula ia membuka Biro Travel Haji dan Umroh melalui PT. Gadika Expressindo Cabang Kota Subulussalam yang kini menjadi PT Rasyindo Citra Sepadan.
Da`i Perbatasan di Kampong Sepadan
Bulan April 2009 adalah kali pertama H.M. Rasyid Bancin, S.Sos.I. menjejakkan kaki di Kampong Sepadan, Kecamatan Rundeng, Kota Subulussalam, Provinsi Aceh. Kedatangannya ke desa ini adalah dalam rangka memenuhi panggilan tugas sebagai Da`i Perbatasan yang diangkat oleh Dinas Syariat Islam Provinsi Aceh.
Di sinilah, tepatnya di Kampong Sepadan, Kecamatan Rundeng, Kota Subulussalam inilah H.M. Rasyid Bancin, S.Sos.I. menjalankan tugas sebagai Da`i Perbatasan. Tahun 2009, desa ini termasuk daerah 3T: Tertinggal, Terdepan, dan Terluar dengan akses jalan yang sangat sulit menuju ke sana. Tugas utama Da`i Perbatasan adalah meningkatkan pemahaman dan pengamalan ajaran Islam. Tentu menjadi tambahan nilai positif jika mampu berperan meningkatkan perbaikan taraf hidup masyarakat dari sektor ekonomi, pendidikan, sosial, budaya, dan sebagainya.
Sebuah harapan yang terlalu tinggi pada awalnya. Namun kehadiran Ustadz Rasyid menjadi jawaban atas mimpi sebagian warga Sepadan. Pelan namun pasti, secara rutin dan berkesinambungan, Ustadz Rasyid melakukan kegiatan-kegiatan yang membuat wajah Kampong Sepadan menjadi berubah. Bermula dari pendirian Taman Pendidikan Al-Qur`an yang berkembang cepat, disusul dengan menyemarakkan pengajian orang tua. Semua itu dilakukan dengan pendekatan persuasif, menyelami karakter dan kebiasaan warga setempat tanpa adanya pemaksaan atau penghakiman jika ada yang belum mau menjalankan perintah agama.
Ustadz Rasyid tidak sekedar merintis dan mengajar, tapi dia terus mencari inovasi baru agar kegiatan keagamaan yang diasuhnya berkembang. Salah satu yang ia lakukan adalah menjadikan TPA di Kampong Sepadan menjadi semacam madrasah kecil dengan materi pelajaran yang lebih terpadu.
Ustadz Rasyid juga menyempatkan diri untuk studi banding ke beberapa pesantren di Jawa, termasuk ke Pesantren Bayt Tamyiz Indramayu dan tinggal dua mingguan di sana untuk belajar metode Tamyiz. Sepulang dari pesantren tersebut, Ustadz Rasyid membawa metode Tamyiz dan ia terapkan di Sepadan. Hasilnya, kualitas pendidikan di TPA Sepadan semakin meningkat, gairah belajar anak-anak makin tinggi. Bahkan jamaah ibu-ibu semakin melimpah. Ini di luar bayangan para tokoh Sepadan sebelumnya bahwa desa mereka bisa berubah penampilan dalam relatif singkat, terutama dalam wajah keislamannya.
Adapun dalam keseharian, Ustadz Rasyid menempatkan diri sebagai bagian warga Sepadan tanpa membedakan antara penduduk lokal dan pendatang, semua adalah sama dalam pandangannya. Warga Sepadan yang mayoritas berasal dari Jawa itu pun merasa dihargai, tidak merasa direndahkan atau dipojokkan sehingga mereka pun banyak yang mau pergi ke masjid atau ke majlis taklim atas kesadaran sendiri. Secara bertahap kepercayaan diri warga Sepadan terangkat, mereka tidak lagi merasa diri sebagai kaum marjinal dengan tuduhan negatif yang selama ini dialamatkan kepadanya. Dan nama Ustadz Rasyid yang semakin lama semakin dikenal di mana-mana membuat nama Desa Sepadan ikut terangkat. Ini tak lepas dari keberadaan Ustadz Rasyid yang mulai dikenal oleh masyarakat Kota Subulussalam dan Aceh Singkil dengan julukan baru yakni “Ustadz Sepadan”.
Pada saat bersamaan didirikan pula sebuah dayah bernama Pondok Modern Daarur Rahmah Sepadan dengan menempatkan H.M. Rasyid Bancin, S.Sos.I. sebagai Pengasuh Dayah. Lahan dan bangunan pesantren belum ada, untuk sementara kegiatan pesantren dipusatkan di Masjid Raudhatul Muhajirin Sepadan yang saat itu sudah ramai oleh kegiatan keagamaan.
Pondok Modern Daarur Rahmah Sepadan memang memiliki keunikan dibandingkan dengan dayah atau pesantren yang lain. Keunikan itu terlihat dari proses pendiriannya. Kebanyakan dayah didirikan setelah adanya lahan dan dana yang cukup banyak, atau didirikan oleh seorang ulama yang sudah memiliki nama besar. Tapi PMDR Sepadan tidak seperti itu. Pesantren didirikan atas dukungan sepenuhnya dari warga kampong, tanpa memiliki modal apa-apa, juga diinisiasi oleh seorang pemuda berusia 25 tahun yakni Ustadz Rasyid Bancin yang kebetulan saat itu memang menjadi sosok yang diharapkan oleh warga. Kalau pun ada keunikan lain, maka itu adalah sosok H.M. Rasyid Bancin, S.Sos.I. yang notabene putra Singkil asli yang berhasil merebut hati warga yang hampir semuanya adalah pendatang dari Jawa untuk bersama-sama membangun desa tidak hanya di bidang agama saja, tapi menyeluruh meliputi aspek material dan spiritual, jasmani dan ruhani. Ustadz Rasyid memangkas sekat berupa suku dan asal-usul, ia persatukan dalam bingkai persaudaraan sesama umat Islam atau ukhuwwah islaamiyyah, juga persatuan sebagai sesama warga Aceh dan warga negara Indonesia.
Adalah Suharsono, seorang mantan geuchik (kepala desa) Sepadan sekaligus tokoh masyarakat yang banyak menyumbang dana, lahan, pikiran, dan tenaga. Dia sangat terharu atas capaian ini. Hanya dalam waktu dua tahun semenjak H.M. Rasyid Bancin, S.Sos.I. bertugas sebagai Da`i Perbatasan di Sepadan, kampong ini sudah banyak sekali perubahannya ke arah positif. Dan terutama kehadiran pesantren bukan sekedar mimpi, tapi benar-benar terwujud meskipun saat itu belum tahu ke depannya bagaimana.
Namun nama besar H.M. Rasyid Bancin, S.Sos.I. yang sudah dikenal di seluruh Kota Subulussalam dengan sebutan “Ustadz Sepadan” serta keberadaan PMDR Sepadan sudah cukup untuk menjadi jawaban harapan warga Sepadan selama ini.
Bukan melebihkan atau mengada-ada jika Ustadz Rasyid adalah sosok yang selama ini diharapkan kedatangannya oleh warga Sepadan.
Stigma negatif bahwa Sepadan adalah pemukiman warga yang kurang beragama dan banyak maksiat menjadi luntur dengan sendirinya, bahkan setiap kali terdengar sebutan Sepadan maka yang terlintas dalam benak adalah sosok abuya muda dan pesantren. Namun yang paling penting dari itu semua adalah perubahan yang nyata atas kondisi warga yang jauh lebih Islami, kegiatan keagamaan yang maju, rasa percaya diri yang meningkat, serta perkembangan ekonomi yang terus naik seiring dengan semakin ramai dan besarnya PMDR Sepadan.
Di luar itu, jumlah warga Sepadan yang melanjutkan kuliah juga banyak, sangat kontras dengan kondisi tahun 2009 di mana hampir tidak ada warga yang mau melanjutkan pendidikan hingga ke jenjang perguruan tinggi.
Dari Sepadan untuk Subulussalam
Bulan Juli 2011 adalah bulan berdirinya PMDR Sepadan. Selama satu tahun belum ada kegiatan pendidikan di lokasi pesantren karena masih dalam tahap pembangunan. Selama setahun itu pula kegiatan pendidikan masih sebatas non formal yang dipusatkan di Masjid Raudhatul Muhajirin Kampong Sepadan, sekaligus menjadi masa pengkaderan. Bulan Juli 2012 adalah awal penerimaan santri baru dengan fasilitas pendidikan yang masih sederhana. Bangunan dari papan kayu menjadi sarana untuk belajar serta tempat tinggal para ustadz dan santri.
Namun kesederhanaan ini tidak menyurutkan anak-anak Sepadan untuk belajar di Pesantren. Sebanyak 13 anak Sepadan menjadi santri pertama, ditambah 9 santri dari daerah sekitar.
Semangat belajar yang tinggi ditunjang kurikulum yang jelas membuat para santri dan ustadz tidak merasa terkendala oleh sarana. Mereka tampil sebagai para pembelajar yang aktif, bahkan langsung menarik perhatian banyak pihak dengan beragam terobosan yang belum pernah dilakukan pesantren-pesantren lainnya di Kota Subulussalam. Beberapa ustadz dari Pondok Modern Daarussalam Gontor dan para alumni Universitas Al-Azhar sengaja didatangkan ke PMDR Sepadan.
Penerapan berbahasa asing dan kualitas pendidikan formal menjadi perhatian utama di PMDR Sepadan, ditambah keaktifan yang tinggi di bidang seni budaya dan kepramukaan membuat pesantren baru ini mendapat perhatian khusus dari Pemerintah Kota Subulussalam. H.M. Rasyid Bancin, S.Sos.I. sendiri selaku Pengasuh Dayah juga aktif dalam organisasi kepanduan tingkat Kota hingga Provinsi, ia diangkat sebagai Ketua Kwartir Ranting Kecamatan Rundeng, Kota Subulussalam.
Tahun 2013 PMDR Sepadan mendapat kunjungan langsung dari Prof. Dr. Syahrizal Abbas, M.A., Kepala Dinas Syariat Islam Provinsi Aceh. Secara khusus beliau memuji kinerja Ustadz Rasyid Bancin sebagai Da`i Perbatasan berprestasi yang tidak sekadar menjalankan tugas dakwah di bidang keagamaan saja tapi juga ikut mengangkat kemajuan masyarakat Desa Sepadan di bidang sosial dan ekonomi. Keberadaan PMDR Sepadan adalah prestasi tersendiri bagi Ustadz Rasyid Bancin sebagai seorang da`i di mata Prof. Dr. Syahrizal Abbas, M.A.
Setahun kemudian Kampong Sepadan mendapat kunjungan dari anggota DPR RI Komisi III Bidang Hukum dan HAM, H. Muslim Ayub, S.H., M.M. untuk meninjau kondisi warga Sepadan sebagai bekas korban konflik. Warga Sepadan sudah melupakan trauma konflik tersebut dan menatap masa depan dengan semangat baru. Ini menjadi catatan positif pembangunan sosial warga di bidang Hukum dan HAM. Semua ini tidak lepas dari peran Ustadz Rasyid Bancin dan keberadaan PMDR Sepadan.
Pada bulan April 2013 PMDR Sepadan mendapat perhatian dari Badan Pembinaan Pendidikan Dayah (BPPD) Provinsi Aceh dan diberi sumbangan dana untuk membangun dua ruang untuk kegiatan mengajar. Bulan Mei 2013 giliran Pemerintah Kota Subulussalam yang ikut membantu pembangunan PMDR Sepadan yang diambilkan dari Dana Aspirasi Anggota DPRK Subulussalam. Adapun bantuan dari Pemko Subulussalam terus diberikan setiap tahun sampai tahun 2019, membuat PMDR Sepadan bisa terus memberikan sarana belajar yang cukup memadai bagi para santri yang terus bertambah setiap tahunnya.
PMDR Sepadan berusaha untuk tidak memberi beban yang berat kepada para orang tua santri. Maka uang pendidikan yang dibebankan pun tidak besar, hanya sekedar cukup untuk biaya konsumsi para santri. Itu pun lebih sering pihak Pesantren harus mencari dana tambahan untuk menutupi kekurangan.
Ditambah dengan biaya operasional lainnya membuat Pesantren harus memiliki sumber pendanaan mandiri. Usaha Biro Tarvel dan Umrah yang dikelola Ustadz Rasyid Bancin adalah solusi untuk menutup kekurangan tersebut, dan selama ini segalanya bisa diatasi meskipun itu artinya Ustaz Rasyid harus mengalokasikan sebagian besar keuntungan usahanya untuk Pesantren. Dan ini memang sudah menjadi niatnya sedari awal untuk berjuang dan berkorban demi umat.
Seiring berjalannya waktu, peminat yang hendak belajar ke PMDR Sepadan semakin banyak. Bahkan pada tahun 2019 jumlah pendaftar melebihi kapasitas yang ditentukan. Niat hati hendak membatasi jumlah pendaftar namun rasa tidak tega membuat pihak Pesantren menerima semua pendaftar. Besarnya minat para calon santri – yang sebagian besar berasal dari Kota Subulussalam – memang menggembirakan. Namun ini juga menjadi pekerjaan rumah tersendiri karena pihak Pesantren dituntut untuk bekerja lebih giat demi bisa memberikan layanan pendidikan yang baik kepada para santri.
Saat ini PMDR Sepadan sudah merupakan tempat pendidikan yang menjadi rujukan bagi para orang tua di Kota Subulussalam yang menginginkan putra putrinya mendapat pembinaan yang berkualitas dan seimbang antara pendidikan agama dan umum.
Kegiatan yang sudah berjalan di PMDR Sepadan meliputi:
1. Kulliyatul Mu’allimin al-Islamiyyah (KMI) yang ditempuh selama 7 tahun
2. Sekolah Menengah Pertama (SMP) selama 3 tahun
3. Madrasah Tsanawiyah (MTs) selama 3 tahun
4. Madrasah Aliyah (MA) selama 3 tahun
5. Majlis Taklim
6. Manasik Haji dan Umrah
7. Kursus privat keagamaan
8. Kegiatan Ekstrakurikuler.
9. Pengembangan Agrobisnis.
10. STIT Daarurrahamah Sepadan Aceh
Sampai tahun ajaran 2023/2024, PMDR Sepadan memiliki santri berjumlah 482 orang yang terdiri dari santri SMP 298, siswa MA 184 orang, dan santri KMI yang sudah lulus SLTA sebanyak 543 Orang Adapun para ustadz (guru) dan karyawan di PMDR Sepadan berjumlah 64 orang yang berasal dari beragam latar keilmuannya masing-masing.(
Erni Puspita Sari | SERAMBINEWS