المطبخ الإندونيسي.. مذاقات آسيا في طبق واحد

0 3٬446

جاكرتا، إندونيسيا اليوم — استطاعت إندونيسيا أن تجمع في مطبخها القليل من المطابخ التي تحيط بها، أو التي سبق وتعاملت معها تجاريا، فالمطبخ الإندونيسي يتأثر بالشرقي كالهندي والصيني، وحتى الأوروبي. وكل منطقة في إندونيسيا يتأثر طعامها بمكان معين، حيث إن مطبخ جزيرة سومطرة متأثر بالطابع الهندي والشرقي، وأبرز أطباقه اللحم بالكاري والخضار، في حين مطبخ شرق إندونيسيا يتشابه مع المطبخ البولينزي والماليزي. أما «الباكمي» أي المعكرونة، والـ«باكسو» أي كرات اللحم، فهما من تأثيرات المطبخ الصيني.

جزيرة التوابل والأرز الأبيض

المائدة الإندونيسية لا يمكن أن تخلو من الأرز، حيث إنه يطهى غالبا مع الخضار، وكثيرا ما يطهو الإندونيسيون الأرز بلبن جوز الهند والكركم أو مع قشر جوز الهند، والأرز عندهم يؤكل بطرق مختلفة، فأحيانا يسلقونه ويجففونه ويأكلونه مطبوخا أو مقليا، وأحيانا أخرى يقومون بطحنه ويعاودون تصنيعه وحفظه بعشرات الأساليب المتنوعة، لذا نجدهم يحضرون منه أصنافا عديدة من الأطباق المالحة والحلوة، ويعتمد هذا الشعب في بعض الأحيان على البخار كطريقة صحية في الطهي.

بالإضافة إلى الأرز هناك أيضا الذرة، الذي يزرع في بعض المناطق الجافة مثل جزيرة مادورا وسندا ليزر، والساغو المنتشر في شرق إندونيسيا، والكاسافا المجففة ودرن النبات وهي من المأكولات التي تريح الأعصاب.

وإندونيسيا شهيرة بالتوابل التي دخلت بفضلها إلى المطابخ العالمية كجوز الطيب، والقرنفل، والخولنجان.

لبن جوز الهند.. لا يغيب عن هذا المطبخ

ولعل أبرز خصائص المطبخ الإندونيسي هو لبن جوز الهند، حيث يدخل في صلب الكثير من الأطباق سواء المالحة أو في الحلوى كطبق الرندانج، والسوتو، والسندول. ويعتبر السوتو من الأطباق القومية لإندونيسيا، ويوجد نوعان منه؛ هما: لبن جوز الهند الخفيف والسميك، حيث يكمن الفرق بينهما في كمية الماء والمحتوى الزيتي، فالخفيف مخصص لإعداد الحساء، بيد أن لبن جوز الهند الكثيف يستعمل لإعداد الرندانج والحلوى.

أما عن كيفية تحضير هذا اللبن، فهو يصنع من جوز الهند الطازج والمقطع، أو من الذي يباع جاهزا في الأسواق. واللافت أن بعد صنعه، يمكن إعداد القطع المتبقية في إعداد «الأوراب» وهو عبارة عن جوز هند متبل بالخضار، وهذا الطبق يشبه طبقا آخر يدعى طبق الـ«جادو» غير أنه يستبدل بصلصة الفول السوداني جوز الهند.

كما يحبون مختلف الفاكهة الاستوائية كجوز الهند والأناناس والموز والمانجو التي يأكلونها إما طازجة أو جافة أو مطبوخة.

حفظ الطعام له أصوله في إندونيسيا

وللإندونيسيين تقاليدهم الخاصة في حفظ الطعام؛ حيث يعتمد هذا الشعب على طرق مبتكرة في حفظ الطعام، بسبب المناخ المشبع بالرطوبة الذي يفسد الطعام، ومن هنا يحفظ طعامه بالتجفيف والتمليح، ولكن من الأخطاء الكبيرة في هذا المطبخ اعتماد القلي للخضار واللحوم الذي يفقد المكونات فيتاميناتها، فضلا عن كثرة البهارات المبالغ فيها، ومن هنا ربما وعى الإندونيسيون لهذه المسائل وأدخلوا الأرز المسلوق والبطاطا المسلوقة إلى الكثير من أطباقهم.

أطباق زاخرة بالنكهات الآسيوية

ليس من الضروري أن تشعر بالاستغراب حين تسمع عناوينها، فالأطباق الإندونيسية شهية للغاية رغم غرابة وصعوبة نطق أسمائها، وأبرزها «سوب بينتوت»، و«سوب كامبينغ» أي شوربة اللحم، و«ناسي جورينج» أي الأرز بالزيت والبهارات، الذي يقدم إما مع الدجاج أو مع اللحم، وهناك أيضا «الباسو» وهو عبارة عن كرات اللحم أو الدجاج المتبلة على الطريقة التقليدية، في حين يقدم «التاهو» و«الإندومي» بنكهات مختلفة، ويعتبر الـ«شومي شومي» من الأطباق البحرية المميزة في المطبخ الإندونيسي، بيد أن الـ«مي جورينغ» هي الأنسب لمتبعي النظام النباتي في غذائهم، نظرا لأنها مليئة بأصناف متعددة من الخضار، التي يضاف إليها أحيانا البيض. (المصدر)

تعليقات
Loading...