ماتارام، إندونيسيا اليوم – في قصة إنسانية مؤثرة تجاوزت الحدود، تحول مرشد سياحي إندونيسي يُدعى أغام رينجاني إلى بطل شعبي في البرازيل، بعد أن قاد عملية انتشال بطولية وخطيرة لجثمان سائحة برازيلية تدعى جوليانا مارينز، سقطت من على جبل رينجاني.
إقرأ أيضا: العثور على سائحة برازيلية مفقودة في جبل رينجاني وسط تضاريس وعرة
جاء هذا الاهتمام الواسع بعد انتشار تفاصيل الحادث، حيث ذكرت التقارير أن أغام، برفقة اثنين من زملائه، لم يتردد في النزول لمسافة 600 متر عبر منحدر شديد الخطورة للوصول إلى جوليانا. والأكثر تأثيراً، أنه بقي بجانب جثمانها لعدة أيام على حافة الجرف لمنعه من الانزلاق أكثر، وذلك أثناء انتظار وصول فرق الإنقاذ المتخصصة.
وقد وصف رئيس وكالة البحث والإنقاذ الإندونيسية (باسارناس)، المارشال الجوي محمد سيافي، العملية بأنها “واحدة من أصعب مهام الإنقاذ الجبلية في تاريخ البحث والإنقاذ الإندونيسي”، مشدداً على أن التضاريس كانت خطيرة للغاية ويكاد يكون من المستحيل الوصول إليها دون عمل جماعي قوي ومعدات مناسبة.
وفور انتشار تفاصيل الحادث، ضجّ حساب أغام على إنستغرام (@agam_rinjani) بآلاف الرسائل من البرازيليين، الذين عبروا عن امتنانهم وإعجابهم بشجاعته الفائقة.
وكتب أحد المستخدمين تعليقاً حصد آلاف الإعجابات: “يا له من شعب نبيل! لقد خاطروا بحياتهم من أجل شخص لم يعرفوه حتى. إنهم يستحقون الاعتراف الدولي، أو على الأقل وسام الشرف من البرازيل”.
View this post on Instagram
إقرأ أيضا: بوابة حديقة رينجاني الوطنية تضرر جراء زلزال 6،4 درجة
فيما وصفه آخرون بأنه “ملاك أرسله الله” و”روح مشرقة في عالم قاس”، حتى أن البعض طالبوا رئيس البرازيل بتكريمه وفريقه رسمياً.
لكن شجاعة أغام لم تأتِ من فراغ، فهي نابعة من ارتباط روحي وعاطفي عميق بجبل رينجاني، الذي يعتبره “بيته الثاني”. فقد تسلق الجبل 574 مرة، ووصل إلى قمته 352 مرة، مما منحه معرفة دقيقة بأخطر مساراته. وهو شخصية معروفة يتم استدعاؤها دائماً في عمليات الإنقاذ على الجبل.
وكشف أغام في مقابلة أنه غالباً ما يتلقى هواجس أو أحلاماً قبل وقوع حوادث على الجبل، وأنه حلم بالفعل بسائح أجنبي يسقط بالقرب من القمة قبل حادثة جوليانا.
ورغم شهرة الجبل وجماله، يحث أغام كل من يخطط لصعوده على الاستعداد الجيد وإعطاء الأولوية للسلامة دائماً، مشيراً إلى أن العديد من السياح الأجانب يستهينون بالمخاطر، قائلاً: “يحاول الكثيرون الوصول إلى القمة دون إحضار مصباح أمامي، ويعتمدون فقط على هواتفهم. وعندما تنفد البطارية، نضطر نحن للذهاب لإنقاذهم”.
View this post on Instagram
إقرأ أيضا: جبل رينجاني وجهة سياحية طبيعية لا نظير لها
تابع الأخبار والمقالات الأخرى على قناة واتساب
نبيلة | إندونيسيا اليوم | جاكرتا غلوب