وُلد الشيخ أحمد دحلان، مؤسس الجمعية المحمدية في قرية كومان، بيوجياكرتا، في شهر أغسطس من عام 1869م، باسم محمد درويش. كان والده، الشيخ أبو بكر، إماماً وخطيباً في مسجد كومان الأكبر، أما والدته فهي سيدتي أمينة بنت الشيخ إبراهيم، ابنة أحد القضاة في مملكة (Kraton Ngayogyakarta) يوجياكرتا.
إقرأ أيضا: الجمعية المحمدية تعلن عن بداية شهر رمضان وعيد الفطر 1446 هـ
في سنوات شبابه، تلقى الشيخ أحمد دحلان تعليمه على يد العديد من العلماء والفقهاء. تعلم الفقه والعلوم الإسلامية الأخرى على يد الشيخ محمد صالح، ودرس فقه اللغة (النحو والصرف) مع الشيخ محمد محسن، وعلم الفلك مع الشيخ دحلان ابن محفوظ الترماسي، وعلوم الحديث الشريف مع الشيخ محفوظ الترماسي والشيخ خياط. كما تعلم علوم القراءة على يد الشيخ أمين والشيخ سيد بكري.
وقد درس الشيخ أحمد دحلان العديد من العلوم الأخرى مثل اللغة الجاوية والماليزية مع السيد سوسروسوغوندو، عضو جمعية “بودي أوتومو” ومترجم النظام الأساسي للجمعية المحمدية إلى اللغة الماليزية والهولندية. كما أخذ عدداً من العلوم الأخرى مع السيد ويدانا جييووسيوو وشيخ ديجيويوسيوو.
في عام 1889م، تزوج الشيخ أحمد دحلان من سيدتي وليدة بنت الشيخ فاضل، التي شاركت في تأسيس أول منظمة نسائية مسلمة حداثية في إندونيسيا، وهي الجمعية العائشية لنساء المحمدية في 27 رجب 1335هـ، الموافق 19 مايو 1917م. كانت الجمعية بمثابة منتدى للمسلمات لتطوير إمكانياتهن في مجالات مثل التعليم والخدمة الصحية، كما كانت وسيلة لدعوة المسلمات إلى الانضمام إلى الجمعية المحمدية.
كان الشيخ أحمد دحلان قدوة لأعضاء الجمعية المحمدية. وقد ورد في إحدى القصص أنه في يوم من الأيام، كانت مدرسته في حاجة ماسة للمساعدة المالية لتغطية رواتب المعلمين وتلبية احتياجاتها التشغيلية. فقام الشيخ ببيع بعض أثاث منزله. وتفاعل الناس مع هذا العمل النبيل، واشتروا الأثاث بأسعار مرتفعة، مما أدى إلى جمع مبلغ يصل إلى 4000 جولدن هولندي (العملة الإندونيسية آنذاك)، وهو أكثر من المبلغ الذي كان يستهدفه الشيخ لتغطية احتياجات المدرسة.
إقرأ أيضا: في الذكرى الـ112 لتأسيسها: رئيس إندونيسيا يشيد بدور الجمعية المحمدية في بناء الأمة
في السنوات الأخيرة قبل وفاته، ترك الشيخ أحمد دحلان إرثاً من الأعمال الصالحة، مع العديد من المشاريع الخيرية. من أبرز تلك المشاريع تأسيس جمعية “حزب الوطن” للكشافة المحمدية عام 1918م، بالإضافة إلى إنشاء قسم مساعدة الحجاج وبناء أول مسجد خاص للنساء في جزر الهند الشرقية الهولندية، كما أسس مسجداً صغيراً في مالانج عام 1923م قبل وفاته.